صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

3 منهم آخر الضحايا.. أطفال المناصير في لعبة الموت مع العقارب

العقرب مطارد الموت أخطر الأنواع

العقرب مطارد الموت أخطر الأنواع

شارك هذه الصفحة

لقى 3 اطفال بمنطقة المناصير بولاية نهر النيل، مصرعهم بسبب لدغات عقارب خلال الأيام الماضية ما دفع بالاهالي لقرع ناقوس الخطر بشأن انتشار العقارب القاتلة في المنطقة مطالبين بالتدخل العاجل وتوفير الأمصال .

وقال مواطنون لـ”الحداثة”  إن الطفل  أحمد أنور أحمد العربي في الخامسة من عمره بمنطقة  بوني،  والطفلة رابحة محمد علي بابكر ذات العامين  من منطقة  برتي توفيا بسبب لدغة عقارب .

وانضم الثلاثة أطفال لقائمة طويلة من اطفال المناصير الذين كتب عليهم ان يعيشوا ورفاقهم  لعبة الموت في كل لحظة بسبب لدغات العقارب التي انتشرت بالمنطقة بعد قيام سد مروي ومنذ ذلك الوقت اصبح سكان المنطقة يتوقعون في كل ثانية ان يأخذ الموت احد ابنائهم .

في كل اصابة لطفل بالمنطقة يختبر الاهالي عدم قدرتهم على انقاذ فلذات أكبادهم بسبب عدم توفر الخدمات الصحية بالماطق التي تشكل خطرا على حياتهم،  بالاضافة الى ذلك فان المصل المعالج لا يتوفر الا بمستشفيات عامة تبعد عنهم 20 كيلومترا ويفصل بينهم وبينها النيل والوديان  مما يجعل عملية الانقاذ صعبة للغاية وفي معظم الحالات تكون المحصلة النهائية  وفاة الطفل  قبل وصوله المستشفى .

منذر دفع الله هو طفل آخر استشهد ضمن  أكثر من 250 طفلا حصد الموت ارواحهم نتيجة لدغات العقارب بمنطقة المناصير. ويقول والده مصطفى دفع الله ان  ابنه أصيب حوالي الرابعة عصرا بلدغة عقرب  ونسبة لبعد المستشفى عنهم  حاول قراءة القرآن عليه،   إلا انه بعد سوء حالته  بحث عن طريقة للذهاب به الى المستشفى الذي يفصل بينهم وبينها نهر النيل، إلا أنه فارق الحياة  قبل وصولهم الى  المستشفى وذكر الوالد ان  القدر كتب عليه ان يفقد ابنائه تارة بسبب الغرق وأخرى بالعقارب حيث  استشهد ابنه المعتز في حادثة غرق  مركب لأطفال المناصير الذين كانوا يستغلونها  للوصول الى الدراسة، واشار الى عدم توفر الامصال بالمنطقة فضلا عن عدم توفر الخدمات  من اتصال وكهرباء .

أصغر الضحايا

لا تختلف رواية والد منذر عن روايات  معظم أسر اطفال المناصير الذين قتلوا جراء لدغات العقارب، فالتهميش والاهمال هو ما اتفق عليه معظم  الذين وثقنا معهم  فسميرة ذات الـ15 يوما كان نصيبها من الدنيا صرختان الأولى بقدومها الى الدنيا ثم دوت صرختها الاخيرة والثانية معلنة عن اصابتها بعقرب ليكتب اسمها في كشوفات وفيات اطفال المناصير كأصغر طفله استشهدت بلدغة عقرب.

من اخطر عقارب العالم

وتعتبر عقرب مطارد الموت (Leiurus quinquestriatus – Deathstalker)    هي من الانواع المنتمية للجنس Androctonus  تعتبر اخطر عقارب في السودان وهي المسؤولة عن اغلب الوفيات بلدغات العقارب في المناصير وفي السودان السم عصبي وسريع التاثير واغلب ضحاياها من الأطفال منتشرة وشائعة جدا ومسجلة من اغلب ولايات السودان، وتعيش في طيف واسع من البيائات من الصحراء القاحلة الي مناطق السافنا بالاضافة الي المناطق الجبلية وحتى انها بتتلقي في ضفاف الانهار بالفرب من المياه.

نشاط مجتمعي

ذكر تقرير نداء المناصير العام 2018م  ان  السلطات الصحية  بالمنطقة قد رصدت متوسط الاصابة بمعدل يصل 70  اصابة شهريا وبمعدل اماتة بنسبة 5%. وارجع التقرير سبب انتشار العقارب الى بناء سد مروي في العام 2018م الذي ادى  الى غمر المنطقة وخروج العقارب من اوكارها، وانتشرت في عشرات من القرى الصغيرة على شريط يمتد الى 103 كيلومترا، ما جعله واحد من الآثار البيئية المباشرة على المنطقة. 

سبب انشاء القرى

أنشئت هذه القرى بعد ان غمرت مياه السد قراهم القديمة. فامتدت بحيرة السد الى نحو 100 كيلومترا، دخلت الى القرى والاراضي الزراعية والجزر، مما أدى إلى ظهور العقارب فضلا  عن زيادة على عدم استقرار منسوب البحيرة، وقال التقرير ان  المشكلة تفاقمت بسبب طبيعة المنطقة، وبعدها عن مراكز الخدمات الرئيسية، وغياب بنيات الخدمة الأساسية للمواطنين حيث  تتواجد القرى على مسافات كبيرة بين بعضها البعض، وتفصل بينها وديان وجبال. ولا توجد في المنطقة طرقات، او كهرباء، او مراكز صحية فعالة، فضلا عن إنعدام شبكات الاتصال الهاتفي. فالشبكة الوحيدة التي تعمل في المنطقة هي “شبكة سوداني”، وكثيراً ما تكون منعدمة تماماً، لفترات طويلة قد تصل إلى أسبوع، وذلك لاعتمادها على الوابورات فى التشغيل.

نسب الوفيات

ويقول الناشط في مكافحة العقارب في منطقة المناصير معاوية عبدالرحمن الذي فقدت عائلته 3 اطفال بسبب لدغات العقارب  ان عدد الوفيات تجاوز 250 حالة اعمارهم تتفاوت من عمر يوم الى 15 عام ونسبة 90% من الوفيات اقل من 10 سنوات ،وقال لايوجد عائلة واحدة تخلو من حالة وفاة بسبب العقارب.

وبالرغم من الحديث عن عدم توفر المصل بالقرى الا ان عدد من الاطباء اكدو توفر المصل في المستشفيات العامة التي تبعد عن تلك المناطق بمسافة تقدر بـ20 كيلومترا ، وهذا سبب في وفاة الاطفال قبل وصولهم الى المستشفى. ويقول الطبيب محمد صديق ان المشكلة الاساسية يتمثل في بعد المناطق عن المؤسسات الصحية بالاضافة لضعف شبكة الاتصالات في المنطقة وعدم توفر خدمة الكهرباء مما يؤثر على طريقة حفظ الامصال بالاضافة الى انعدامه بالمناطق المتضررة ووصول المصابين الى المستشفيات في مراحل متأخرة .

افتقار للخدمات

فيما اكد الصيدلي  مقداد محمد افتقار المنطقة الى كافة سبل الحماية  كسرعة الوصول الى المستشفى وسرعة اسعاف المصابين  مشيرًا الى وعورة تلك المناطق وانعدام الخدمات الصحية وخدمات الكهرباء والاتصالات ادى الى تزايد الاصابات ولفت الى ان اكثر الوفيات انحصرت في الاعمار مابين سنة الى 5 سنوات وان معظمها في منطقة البحيرة في المناطق الاقرب لسد مروي واشار الى توفر المصل في المستشفيات الكبيرة لكن هناك مشكلة في وصول المصابين وقال انهم يصلون في مرحلة متأخرة نتيجة لتأخر نقلهم من جزيرة الى اخرى ثم الى المستشفى حيث توجد امصال وقدر عدد الوفيات باكثر من ٢٠٠ طفل بمنطقة المناصير .


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *