انطلقت بالخرطوم، مساء الثلاثاء، اعمال “مؤتمر جوبا لسلام السودان”، بمشاركة دولية، ومقاطعة حركات مسلحة رئيسية.
ومؤتمر اتفاق جوبا للسلام، واحد من خمسة قضايا تستكمل “الاتفاق النهائي”، الذي نص عليه اتفاق اطاري وقع بين قوى الحرية والتغيير والمكون العسكري في الخامس من ديسمبر الماضي، وتشمل بجانب السلام، العدالة والعدالة الانتقالية، الاصلاح الامني والعسكري، تفكيك نظام 30 يونيو، وقضية شرق السودان.
ويلتئم المؤتمر وهو الخطوة الثانية في اطار المرحلة النهائية للعملية السياسية، برعاية الآلية الثلاثية المشتركة التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “الايقاد”، ويستمر لاربعة ايام يتناقش خلالها المؤتمر عددا من أوراق العمل.
ويشارك بالمؤتمر أكثر من 450 شخصا يمثلون مختلف مكونات الشعب السوداني، و60 بالمائة منهم من خارج القوى الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري، بينهم ممثلين عن النازحين، والمجتمع المدني، والشباب، والنساء، والإدارات الأهلية، والمجموعات الدينية.
وقاطعت حركتا العدل والمساواة، بقيادة جبريل ابراهيم وتحرير السودان التي يرأسها حاكم اقليم دارفور مني اركو مناوي، وهما ابرز الموقعين على اتفاق السلام بجوبا في اكتوبر 2020م، بحجة ان المؤتمر المعني يلتئم بناء على مخرجات الاتفاق الإطاري الذي ترفضه هذه الحركات من الاساس.
واعتبر رئيس تجمع قوى التحرير، عضو مجلس السيادة، الطاهر حجر، في كلمة افتتاحية، نيابة عن الموقعين على اتفاق جوبا، إن التوقيع على الاتفاق الإطاري، الشهر الماضي، مدخلا صحيحا لحل الأزمة السياسية وتكوين الدولة المدنية، مؤكدا وجود تفاهمات متقدمة بين الحركات الرافضة للعملية السياسية، ستقود إلى انضمام الرافضين للاتفاق الإطاري.
ودعا حجر جميع الأحزاب السياسية لدعم العملية السياسية، كما حث حركة تحرير السودان فصيل عبد الواحد محمد نور، والحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبد العزيز الحلو، على الانضمام لعملية السلام.
وعدد حجر حزمة تحديات واجهت تنفيذ اتفاق السلام، في مقدمتها انقسام شركائه، بجانب تراجع الاهتمام بعملية السلام، فضلا عن التحدي الاقتصادي الذي أعاق تنفيذ الاتفاق، وإحجام المجتمع الدولي عن تقديم المساعدات، مشددا على أهمية تشكيل حكومة مدنية تعيد الاهتمام بالسلام.
واتهم حجر بقايا النظام المباد في الأجهزة الأمنية بالعمل على إجهاض الاتفاق والتحول الديمقراطي، محذرا من استمرار تعدد الجيوش، وعدم دمجها في الجيش وتشكيل جيش وطني موحد.
من جهته، جدد رئيس بعثة الأمم المتحدة، فولكر بيرتس، التزام الآلية الثلاثية بدعم الاتفاق الإطاري، وصولا لحل نهائي للأزمة السياسية في البلاد.
وقال بيرتس في كلمته في الجلسة الافتتاحية إن بعثة الأمم المتحدة موجودة بناء على رغبة الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري من المكونين المدني والعسكري لتيسير العملية السياسية النهائية.
من جهتها، رحبت دول الترويكا (النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) في بيان الثلاثاء بانطلاق ورشة عمل تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام، ودعت إلى معالجة الأسباب الجذرية لأسباب الحرب، معتبرة أن عدم إحراز تقدم في تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام بسرعة وبفعالية تشكل مشكلة خطيرة يجب معالجتها.
وقال البيان “نفهم بأن هذه الحوار يرحب بالموقعين وغير الموقعين على اتفاقية جوبا للسلام على حد سواء، وان بعض أصحاب المصلحة المهمين في هذه العملية اختاروا عدم المشاركة في أحداث اليوم، الا انه لايزال الباب مفتوحًا للمشاركة في العملية السياسية”.
وأشار إلى أن الورشة ستركز على كيفية التنفيذ الفعال لاتفاقية جوبا للسلام. مثلت اتفاقية جوبا للسلام إنجازًا هامًا يجب الحفاظ عليه. وقال البيان “لكي يحقق السودان المستقبل مستقر ومزدهر الذي يستحقه شعبه، يجب معالجة الأسباب الجذرية للصراع وتمكين جميع شعوبه بطريقة عادلة”.
وأكد البيان التزام شركاء الترويكا بدعم رغبة الشعب السوداني في دفع عجلة التحول الديمقراطي في بلادهم. وقال “سنواصل التعاون مع الآلية الثلاثية وغيرها من الشركاء الدوليين لتسهيل التقدم في هذا الاتجاه بموجب الاتفاق السياسي الإطاري، والذي لا يزال، في نظرنا، الأساس الذي يمكن عليه إنشاء حكومة جديدة بقيادة مدنية تقود السودان بفترة انتقالية تؤدي لانتخابات حرة ونزيهة”.
وأضاف “سنواصل في حث جميع الجهات الفاعلة السياسية والمدنية السودانية للانخراط بشكل بناء في عملية التوصل إلى اتفاق يسمح للبلاد بالخروج من الأزمة السياسية الحالية”.
ووفقا للمتحدث باسم المرحلة النهائية للعملية السياسية، خالد عمر، فان المؤتمر يهدف إلى الوقوف على الإشكاليات والمعوقات التي صاحبت عملية تنفيذ اتفاق جوبا والتحديات الماثلة وكيفية معالجتها في المستقبل للوصول إلى توصيات محكمة لصياغتها في الإتفاق النهائي والدستور الانتقالي وتحديد أولويات التنفيذ.
وستستمر فعاليات المؤتمر حتى يوم الجمعة المقبل، وستناقش ثمان أوراق عمل حول محاور المؤتمر ومجموعات عمل خاصة بالقضايا الأساسية في عملية تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان وكيفية استكماله، وسوف يصدر عن المؤتمر بيان ختامي وتوصيات تدعم عملية اتفاق السلام وتعالج أشكال القصور التي صاحبتها.