صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

انطلاق المرحلة النهائية للعملية السياسية في السودان

حضور الجلسة الافتتاحية بقاعة الصداقة

جانب من حضور الجلسة الافتتاحية بقاعة الصداقة

شارك هذه الصفحة

دخلت العملية السياسية الجارية في السودان تحت اشراف ورعاية دولية، الأحد، في المرحلة النهائية التي ينتظر أن تفضي لاتفاق نهائي، وفق الاتفاق الاطاري الموقع بين الحرية والتغيير وقوى اخرى مع المكون العسكري المفترض به الناي عن الخوض في غمار السياسية مقبلا.

وشارك في تدشين المرحلة الثانية والأخيرة من العملية السياسية، ممثلون عن القوى السياسية الموقعة على الاتفاق الإطاري، وممثلون عن الآلية الثلاثية المشتركة التي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية “إيقاد”، وممثلين عن المجموعة الرباعية المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، وممثلو بجانب أعضاء السلك الدبلوماسي من المجموعة الأوروبية والمجموعة العربية.

اعضاء الالية الثلاثية حضورا

خلال مخاطبته حفل التدشين حاول رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان طمأنه شركائه في العملية وكذلك المجتمع الدولي، بأنه عند قراره بانسحاب المؤسسة العسكرية من العمل السياسي، وتعهد بعدم التراجع عن ذلك مطلقا كما تعهد بخضوع المؤسسة العسكرية لأي سلطة مدنية منتخبة دون مكابرة أو مزايدة، وأنه يسعى لدعم التحول الديمقراطي في البلاد، قبل ان يشيد بجهود الشركاء الدوليين لجمع كلمة السودانيين.

 ولم يناي نائبه محمد حمدان دقلو الذي كرر ذات التعهدات، مؤكدا الحرص على استكمال الاتفاق الإطاري الموقع بنهاية العام الماضي. واعتبر ان الاتفاق يشكل اختراقا مهما للازمة في البلاد، وفرصة لانهاء الوضع الراهن، وذلك بتشكيل حكومة مدنية كاملة على أن تتفرغ المؤسسة العسكرية بالكامل لدورها في حماية البلاد من المهددات والانخراط في الاصلاح العسكري والامني وتكوين جيش مهني قومي لا علاقة له بالسياسة.

أما قوى الحرية والتغيير فقد اشرعت بيانا مطولا مؤكدة أن العملية تسعى في مرحلتها الاخيرة “نحو بلوغ إتفاق سياسي نهائي وعادل، تنبني عليه ترتيبات دستورية متينة، تجدد روح الثورة في عملية إنتقالية واسعة، تتعلم من دروس الأمس، وتتجه صوب ما تمليه إرادة ومطالب شعبنا، وثورته المجيدة في الحرية، والسلام، والعدالة”.

وأشار البيان الى القضايا الخمسة التي حددها الاتفاق الاطاري في مقدمتها العدالة والعدالة الانتقالية،  الإصلاح الأمني والعسكري، اتفاق جوبا لسلام السودان وإكمال السلام،  تفكيك نظام 30 يونيو بجانب  الالتزام بحل ازمة الشرق بوضع الترتيبات المناسبة لاستقرار شرق السودان، وبما يحقق السلام العادل، والمشاركة في السلطة والثروة والتنمية، ضمن الحقوق الدستورية لمواطنيّ الاقليم.

جانب من الحضور

ومن المنتظر ان تعقد مؤتمرات حول هذه القضايا، تباعا، وحصيلة المداولات والمناقشات والرؤى ستكون أساساً يسهم في الوصول للإتفاق النهائي العادل، وذلك وفق تصميم متكامل للعملية السياسية يحدد الاهداف والمشاركين من أصحاب المصلحة والجدول الزمني والموجهات العامة والمنهجية، بحسب الحرية والتغيير، التي تعهدت بان تقوم العملية السياسية على أسس الشفافية والمشاركة لكافة القوى الثورية والديمقراطية، وتهدف الي إنهاء معاناة شعبنا وإستعادة الحكم المدني الديمقراطي وإبعاد العسكريين من السياسة وبناء مؤسسات الحكومة الانتقالية.

وينطلق اليوم الاثنين، اول مؤتمرات القضايا الخمسة وهو  “مؤتمر خارطة طريق تجديد عملية تفكيك نظام الـ30 يونيو” وووفقا لبيان الحرية والتغيير يهدف المؤتمر الى الوصول الى خارطة طريق تشمل “التشريع، السياسات، الآليات، التكوين، المعايير، القواعد والاجراءات” لتجدد عملية تفكيك نظام الـ30 من يونيو، مستندة على تقييم التجربة السابقة، وملتزمة بالمعايير الدولية وسيادة حكم القانون واحترام الحقوق الاساسية، وعلى أن يتم تضمين خارطة الطريق في الاتفاق السياسي النهائي وضمن الترتيبات الدستورية الناتجة عنه.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن القوى الموقعة على الاتفاق الاطاري بنسبة 40%، بينما يشكل القوام الاكبر للمؤتمر ومجموعات العمل المتخصصة مشاركون من خارج القوى السياسية الموقعة، حيث يمثلون نسبة 60%، من مختلف الاطراف من اصحاب المصلحة، بما فيه الحرص على المشاركة العادلة للنساء السودانيات إلتزاماً بأوسع مشاركة لهن ولقضاياهن.

كما تشمل الفئات المشاركة في الفعاليات من خارج القوى الموقعة على الإتفاق الإطاري ممثلين للجنة تفكيك نظام الـ30 من يونيو، ولجان المقاومة، والمجتمع المدني، وممثلين عن النقابات ولجان التسيير، وممثلين للسلطة القضائية، واساتذة الجامعات والقانونيون، وممثلين للاجهزة النظامية، والقطاع الخاص، وممثلين للشباب ومجموعات حقوق المرأة، والقيادات الدينية والأهلية، إضافة لعدد من الكتاب والمفكرين وصناع الرأي العام والفنانين.

وفي محصلة المؤتمر توقعت الحرية والتغيير أن تتم  صياغة للفصل الخاص بتفكيك نظام الـ30 من يونيو في الاتفاق السياسي النهائي، ووضع  خارطة طريق تجديد عملية تفكيك نظام الـ30 من يونيو ، بجانب ادخال  تعديلات على قانون تفكيك نظام الـ30 من يونيو.

وفي بيان رحب اعضاء الربـاعية والترويكـا (النرويج، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية) بانطلاق هذه المرحلة الثانية والأخيرة للعملية السياسية لاستعادة التحول الديموقراطي في السودان.

كما رحبوا بانطلاق الورش واسعة المشاركة وقالوا “تظل هذه العملية، في نظرنا، هي الاساس نحو تاسيس حكومة جديدة بقيادة مدنية تقود السودان خلال فترة انتقالية  تتوج بالانتخابات.

وتعهدوا باستمرار دعمهم بقوة لهذه العملية التي يقودها السودانيون في تنسيق  وثيق مع الالية الثلاثية، مذكرين   “قادة هذه الجهود بالتزامهم بشمولية العملية والتاكيد على المشاركة الفاعلة للمراة والشباب وممثلين من كافة ارجاء السودان، والمجتمعات المُهمشة على وجه الخصوص، في هذه الحوارات وفي تشكيل مستقبل بلدهم. إننا نُـقدر ونـُـقـر بأن هذه الحوارت ستتضمن الموقعين وغير الموقعين على حد سواء، وأن الباب سيظل ُمفتوحا ً للمشاركة في هذه العملية”.

ودعا البيان جميع الأطراف للانخراط بحسن نية في الحوارات وتركيز الجهود لاستكمال المفاوضات والوصول لاتفاق ٍ بأقصى سرعة.

وأضاف البيان “يـُـدين اعضاء الرباعية والترويكا ايةِ محاولات ٍ لتقويض هذه العملية السياسية بقيادة سودانية او اثارة مزيد من عدم الاستقرار داخل السودان”.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *