صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

هل بات التعليم العالي وقفا على الاغنياء؟

احتجاجات طلاب جامعة السودان

احتجاجات طلاب جامعة السودان

شارك هذه الصفحة

كابوسا اخر يقلق مضاجع الاسر السودانية، بسبب انقلاب 25 أكتوبر العام الماضي، ففي الوقت الذي تعاني فيه هذه الأسر من تفاقم الأوضاع المعيشية وتزايد ضغوط الحياة اليومية عقب انقلاب 25 أكتوبر؛ تكابد رغم ذلك لتوفير التعليم لأبنائها وبشكل خاص التعليم الجامعي.

الا ان التزايد المستمر للرسوم الجامعية في كل عام دراسي فاقم من أزمة الاسر التي عجزت عن تحمل تكاليف النفقات الجامعية الشئ الذي جعل الطلاب يعلنون التصعيد في عدد كبير من الجامعات السودانية بسبب اعلان إدارات تلك الجامعات عن زيادات ضخمة في الرسوم الدراسية، الأمر الذي تسبب في حالة من الغضب والسخط والاحتجاجات داخل الجامعات.

الاربعاء  الماضي، سير طلاب كلية الهندسة بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا  موكباً داخلياً دعوا فيه الى مقاطعة التسجيل، بسبب ارتفاع الرسوم الدراسية المفروضة على الطلاب الجدد ورسوم التسجيل لطلاب الدفعات السابقة.

وقال طلاب ان ارتفاع رسوم التسجيل بالنسبة لدفعات الأعوام السابقة بنسبة تتراوح ما بين 300% إلى 1000%، واشاروا الى انها تتجاوز توجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بأن تكون الزيادة  10% كحد اقصى .

ووصفت اللجنة التنسيقية لطلاب الهندسة بجامعة السودان، الخطوة بالتجاوز للمنطق والعرف، واعتبرت زيادة الرسوم أشبه بالمزاد العلني للمضاربة على حساب الطلاب وأولياء أمورهم.

ولم تكن جامعة السودان وحدها التي اعلنت عن التصعيد رفضا للرسوم الدراسية حيث قام طلاب جامعة الخرطوم بفتح  أبواب كلية الطب عنوةً بعد أن أغلقها الحرس الجامعي، للسماح لأولياء أمور الطلاب الجدد بالدخول لمناقشة الرسوم الدراسية التي وصلت إلى 550 ألف جنيه بعدد من الكليات.

فقد طالب أولياء أمور الطلاب بجامعة الخرطوم إدارة الجامعة بالتراجع عن قرار اتخذته بزيادة رسوم التسجيل للطلاب الجدد بنسبة 800%، ولم يكتفوا بتلك المطالبة ولكنهم ابتدروا تحركا باسناد الروابط والأجسام والمكونات بالجامعة، لاجبار الإدارة على مراجعة قرار زيادة رسوم التسجيل للطلاب الجدد.

أولياء أمور طلاب جامعة الخرطوم

والسبت الماضي، عقد ممثلو أولياء الأمور، مؤتمراً صحفياً، بمباني كلية الطب في الجامعة بحضور ممثل مجلس روابط طلاب الجامعة وممثل الخريجين لتحديد الخطوة القادمة وتوحيد التحرك  لمناهضة زيادة الرسوم.

في المؤتمر الصحفي، اعرب ممثل مؤتمر خريجي جامعة الخرطوم علي يس حران، عن حزنهم لقرار رفع الرسوم بما يفوق مقدرات الطلاب، وطالب إدارة الجامعة باعادة النظر في الزيادة الكبيرة التي فرضتها على الرسوم والتي لا تتناسب مع أوضاع الطلاب وأسرهم.

وأعلن حران دعمهم ووقوفهم إلى جانب الطلاب في هذه القضية العادلة، حتى لو اقتضى الأمر دعمهم قانونياً في المحاكم.

وفي السياق، اصدر رئيس مجلس جامعة الخرطوم، سلمان احمد سلمان بيانا  بشأن الزيادات الكبيرة على الرسوم الدراسية للطالبات والطلاب الذين تم قبولهم هذا العام بجامعة الخرطوم معلنا رفضه للزيادات واشار الى ان الصحف تداولت معلومات تفيد  بان ادارة جامعة الخرطوم فرضت زيادات كبيرة على الرسوم الدراسية هذا العام على الطلاب الجدد بعدما كانت الرسوم على الطلاب الجدد  18 الف جنيه عام 2020، ثم تم رفعها عام 2021 الى 200 الف جنيه، ولكن تحت ضغط الطلاب والطالبات تم تخفيضها الى 60 الف جنيه غير ان ادارة الجامعة تراجعت عن هذا القرار. واشار الى ان الادارة فرضت هذا العام زيادات باهظة وصلت الرسوم بمقتضاها لبعض كليات الجامعة الى اكثر من 500 الف جنيه في العام.

اتت هذه الزيادات رغم ان الدولة قد تعهدت وقامت بدفع كل تكلفة الهيكل الراتبي للاساتذة الذي اجازته الحكومة الانتقالية بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك.

واوضح سلمان ان ادارة الجامعة لم تناقش هذه الزيادات في رسوم الدراسة مع مجلس جامعة الخرطوم كما كان يجب ان يحدث.

وشدد  على ضرورة الوقف الفوري لتطبيق قرار زيادة الرسوم الدراسية للطلاب الجدد لهذا العام، وتكوين لجنة مشتركة من الادارة والاساتذة والمجلس والطلاب لمناقشة كافة المسائل المتعلقة بالرسوم الدراسية بالجامعة، واتخاذ ما تراه هذه اللجنة مناسبا من القرارات، والتزام ادارة الجامعةم بتنفيذ قرارات اللجنة.

ودعا  الطالبات والطلاب للعمل الجاد والعاجل لتكوين اتحاد طلاب جامعة الخرطوم حتى يتمكنوا من التحدث بصوت واحد ومسموع، وحتى يتم تمثيل الطلاب في لجان ومجلس الجامعة كما يقضي بذلك قانون جامعة الخرطوم لعام 1995.

كشف رسوم

وتحصلت “الحداثة” على كشوفات الرسوم بعدد من الجامعات السودانية  فتراوحت من 500 الى 700 الف جنيه للتعليم الحكومي فيما تجاوزت الرسوم للتعليم الخاص المليار جنيه في كافة الجامعات.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *