لم يك سليم وحده الذي دفع ثمن رأيه؛ فهناك الآلاف من الأطفال مهددين بالتعرض للأذى من خلال تعامل القوات النظامية مع المواكب السليمة؛ حيث ذكر تقرير منظمة حاضرين (منظمة غير حكومية) عن الانتهاكات ضد المحتجين السلميين للفترة من ٢٥ أكتوبر، تاريخ الانقلاب، وحتى ٤ أغسطس الماضي، ذكر أن عدد الإصابات وسط الأطفال بلغت ( ١٨٧) إصابة وسط من هم دون سن الثامنة عشرة، بينما استسهاد ١٩ طفلا، وفقد ٣ أطفال أعينهم، فيما فقد ٣ أخرين جزءا من أطرافهم وتم استصئال كلي لأطراف 3 أطفال.
وكان تقرير سابق لمنظمة حاضرين أكد أن الإصابات وسط الأطفال (٢٠) منها إصابة بطلق ناري، و(٤٧) إصابة ناتجة عن عبوات الغاز المسيل للدموع أدت إلى حالات اختناق أو إصابات في أماكن مختلفة من الجسم، إضافة إلى (3) حالات بالضرب الوحشي من الأجهزة الأمنية والعسكرية أثناء الاحتجاجات الرافضة للانقلاب، مما استدعى نقل أصحابها للمستشفيات لتلقي العلاج.
سليم واحد من مئات أطفال السودان المصابين أثناء المواكب السليمة التي تناهض الانقلاب العسكري في السودان منذ ٢٥ أكتوبر. أصيب بتاريخ ٢١ يوليو الماضي بأم درمان بسلاح الخرطوش، واخترقت ١٤ حبة من السكسك جسده النحيف ولازال يحمل ١٢ منها بسبب حاجته إلى العلاج خارج البلاد، وفي سبيل إنقاذه، تم استئصال جزء من القولون؛ حيث مكان استقرار إحدى الرصاصات.
ففي الوقت الذي كان فيه العالم يستعد للاحتفال بيوم الطفل، ياجه الأطفال في السودان تحديات كبيرة وتهديدات الأمن والجوع والأمية والموت بسبب الرصاص في المواكب السلمية بجانب الإصابات والاعتقالات.
الحملات العشوائية للاعتقالات في اوائل أيام الانقلاب العسكري لم تستثن فئة عمرية؛ ففي مدينة الأبيض، شمال كردفان، اعتقلت السلطات الأمنية الطفل (آدم عبيد الله) الذي يعاني من إعاقة ذهنية؛ حيث تم اعتقاله من الشارع العام مع ما يقارب (٤٠) طفلا، بحجة المشاركة في المظاهرات ضد الانقلاب العسكري.
“تم التحقق من حدوث أكثر من 120 انتهاكًا جسيمًا ضد الأطفال في مختلف أنحاء السودان”، وذلك، بعد مرور أقل من ستة أشهر على الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر من العام الماضي، بحسب تقرير لليونسيف.
قضى آدم الذي يعجز عن معرفة أنواع العملة الورقية حسب أسرته ليلة كاملة في حراسة القسم الأوسط بمدينة الأبيض، وسط المتهمين في جرائم أخرى وكبار السن، ثم تم ترحيله إلى المحكمة وأُودع في حراستهتا إلى حين إكمال إجراءات محاكمته التي تعثرت جلستها الأولى لعدم حضور ممثل الشاكي (الشرطة السودانية)، ومن ثم تم إطلاق سراحه بضمان شخصي على أن يتم إحضاره وقت المحاكمة التي انعقدت بتاريخ (٢١) نوفمبر، وبعد إنكار ممثل الشرطة معرفته بالطفل آدم، تم شطب القضية.
آدم، طبقا لممثل أسرته، تعرض لعنف أثناء وجوده بالحبس، تمثل في ظهور علامات الضرب على جسده وتورم يديه.
وتعد الانقلابات العسكرية من بين الأخطار المحدقة بالأطفال في العالم والتي تتراوح بين تصعيد النزاع، والاستيلاء على السلطة، والصراعات المطولة والجديدة، فضلا عن انتهاكات القانون الدولي، بحسب الأمم المتحدة، في تقرير يسلّط الضوء على ما يقرب من 24,000 انتهاك جسيم تم التحقق منها ضد الأطفال، بمعدل 65 انتهاكا يوميا.
تعدد أشكال العنف على الأطفال، من إصابات وقتل واعتقال واختفاء قسري؛ حيث لازالت أسرة الطفل، محمد عبد المنعم (مواليد)، تبحث عنه منذ اختفاءه في شهر دسيمبر الماضي، إذ صادف موكب 30 ديسمبر، وفي سبيل وجوده لم تترك مستشفى أو مشرحة أو قسم شرطة إلا وطرقت بابه.
ووفقا لبيان صادر عن مدير منظمة اليونيسف في الشرق الأوسط، تيد شيبان: “تم التحقق من حدوث أكثر من 120 انتهاكا جسيما ضد الأطفال في مختلف أنحاء السودان منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في 25 أكتوبر من العام الماضي”.
وذكر البيان: أن معظم الأطفال الذين قتلو خلال مظاهرات، أغلبهم في الخرطوم، حيث ارتكبت معظم الانتهاكات ضد صبيان يافعين، واعتُقل فتيان وفتيات لا تتجاوز أعمارهم الـ 12 سنة، وقد تأثر الأطفال نتيجة الهجمات المتكررة على المرافق الطبية.