يدشن موقعو الاتفاق الاطاري من القوى السياسية والمكون العسكري وباشراف الالية الثلاثية المشتركة التي تضم بعثة الامم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان “يونتاميس” والاتحاد الافريقي بجانب الهيئة الحكومة للتنمية “الايقاد”، غدا الاحد، المرحلة الثانية من العملية السياسية المكملة للاتفاق الموقع في الخامس من ديسمبر الماضي، توطئة للدخول في مشاروات واسعة حول خمسة من القضايا حددها الاتفاق الاطاري.
الإثنين الخامس من ديسمبر 2022م، اسدل الستار على فصل من فصول الثورة السودانية المستمرة، بالتوقيع على اتفاق إطاري بين قوى ائتلاف الحرية والتغيير وقوى أخرى مع المكون العسكري، مشرعا بالتزامن ستار فصل آخر على احتمالات مفتوحة، عنوانها رفض ومقاومة الاتفاق الذي ترعاه قوى دولية وإقليمية، من قبل قوى سياسية ومدنية مؤثرة.
وتزامناً مع التوقيع سيّرت لجان المقاومة موكبا عبّر المشاركين فيه بكل وضوح عن موقفهم الرافض للعملية السياسية والإتفاق الإطاري، ومنذاك تعددت المواكب والمواقف الرافضة للاتفاق باعتباره تسوية مع قادة انقلاب 25 اكتوبر الذي تطالب المواكب باسقاطهم.
عقب التوقيع اعتبر رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الانتقال في السودان، الألماني فولكر بيرتس، في احاطة أمام مجلس الامن الدولي، التقدم المحرز على المسار السياسي في السودان مشجع، لكنه في ذات الوقت حذر من إمكانية خروجه عن مساره بسبب ما أسماها “التحديات والمفسدين”.
وقال “في حين يمثّل توقيع الاتفاق الإطاري إنجازاً مهماً، إلاّ أنّ القضايا الخلافية الحاسمة لا تزال بحاجة إلى المعالجة في الاتفاق النهائي. وتشمل هذه إصلاح قطاع الأمن ودمج القوات والعدالة الانتقالية وتنفيذ اتفاق جوبا للسلام ووضع لجنة التفكيك والشرق”.
يشكل رفض الشارع وقوى سياسية مؤثرة للتسوية بل والسعي لاجهاضها ابرز التحديات المحتملة، بجانب اقناع غير المنضويين من قوى الثورة لا سيما الحرية والتغيير. كذلك، مع اقتراب بدء المرحلة الثانية يبدو واضحا ان التنافس بين الشركاء الدوليين وتقاطعاتهم باتت محمومة ما قد يطفي بتاثيرات غير محسوبة على العملية، لا سيما مع دخول مصر كلاعب متاهب جديد.
ومع ذلك، ينتظر أن يجري حفل افتتاح المرحلة الثانية من العملية السياسية في قاعة الصداقة بالخرطوم بحضور أطراف الاتفاق الإطاري وممثلين عن المجتمع الدولي والمجتمع المدني السوداني والأكاديميين والزعماء التقليديين والدينيين.
فيما تنطلق بعد غد الاثنين مشاورات واسعة حول القضايا الخمس المحددة في الاتفاق السياسي الاطاري في مؤتمر يمتد لاربعة ايام حول خارطة الطريق لتجديد لجنة ازالة تمكين نظام الـ30 من يونيو، حسب ما أعلنت السبت الالية الثلاثية المشتركة السبت.
وتتمحوار القضايا الخمس حول العدالة الانتقالية، واتفاق السلام الموقع في جوبا، وإعادة هيكلة وإصلاح المنظومة الأمنية، بجانب القضايا المتعلقة بلجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال، وقضية شرق السودان.
وتبدا المشاورات الواسعة بعد غد الإثنين عبر مؤتمر مدّته أربعة أيام لمناقشة خارطة طريق اعادة هيكلة عمل لجنة ازالة تمكين نظام الـ30 من يونيو واسترداد الأموال العامة.
على مدى شهر ظل مؤيدي الاتفاق الإطاري ينافحون عنه في محاولة لتسويقه، بينما اجتهد مناهضيه في العمل على إظهار عيوبه والمخاطر المحتملة حال نجاحه، ومع ذلك تبقى الاحتمالات مفتوحة.