صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

ما الذي سيكون عليه طقس الغد في الخرطوم؟

الثورة السودانية

شارك هذه الصفحة

بعد عام على انقلاب قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ما تزال جغرافيا الشارع هي التضاريس المقاومة لأي تمدد شمولي، لذا فمن غير المستبعد أن يعدل الشارع مرة أخرى موازين القوة وإن كانت الحيثية الأكبر التي نستقبلها غدا، الاثنين، والمتمثلة في توقيع اتفاق سياسي بين قوى الثورة والعسكريين قادة الانقلاب.

 

إن الرياح الشرقية بدأت تهب بالفعل، فعلى صدر نشراتها الإخبارية بدأت الإذاعة السودانية في نقل أخبار الاتفاق المزمع توقيعه بين المدنيين الذين تمثلهم قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، والعسكريين، وهي تغييرات الخطاب الإعلامي المطلوب لصالح التحول الديقراطي، بل إن نشرات الإذاعة تصدرتها تدوينة لقيادي في الحزب الاتحاي إبراهيم الميرغني المنضم حديثا لقوى الثورة.

إن الانتكاسة الكبرى التي شهدتها الأجهزة الإعلامية الرسمية، إبان الانقلاب، وهي الأوسع انتشارا والأكثر تأثيرا ما تزال، خاصة خارج المجمعات الحضرية، تسببت في تسميم الأجواء السياسية، واستجابت بموجبها لحالة الاستقطاب السياسي بدلا من لعب دورها المهم في النقد وإن لم يكن حادا والموقف والتناول الموضوعي كما كانت عليه أيام الحكم المدني.

وحتى الآن تظهر قوى الحرية والتغيير حماسة للمضي في الاتفاق والتوقيع عليه، وتأمل أن تحشد له التأييد من قوى الثورة الرافضة لأي تفاوض أو اتفاق مع قائد جيش تعتبره “غير مؤتمن”.

ربما تزيل رياح الشتاء الباردة سخائم التغابن بين المدنيين الساعين لاستعادة وهج ديسمبر، لكن تيارات داخل الأجهزة الحكومية الرسمية ربما تملأ الهواء بالغاز المسيل للدموع عند تلبية دعوات الخروج المناهض للاتفاق الإطاري المزمع التوقيع عليه بالأحرف الأولى وإن كانت قيادتها علي طليعة ذلك الاتفاق، تستعيد بذلك اتفاق (حمدوك- البرهان 2021) الذي أعقب الانقلاب بشهر واحد، وتم التوقيع عليه وسط سقوط شهداء وعنف مفرط للثوار المتظاهرين.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *