صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

“لَكُم أعيش.. أَو أموتُ شَاعرا”

شارك هذه الصفحة

كتابات ونصوص مختارة في أربعينية الشاعر الراحل عبد الله إبراهيم موسى (شابو) الذي وافته المنية بالعاصمة الخرطوم صبيحة 30 أكتوبر الماضي.

أغنية لإنسان القرن الواحد وعشرين

العارُ للذين بايَعُوا ونكَّسوا الجِباه

العارُ للضِّعافِ في بهيمِ ليلِنا

العار للضِّعافِ للجفونِ المسبلة

وتَركضُ الجذورُ في الدِّماءِ ثَائِرة

فنحلبُ الدُّجَى بَشائراً بَشائراً

فَمعذِزةً

أحِبَّتي أطَلتُ في الحَدِيث

لَكِنَّني لَكُم أعِيش

أَو أمُوتُ شَاعِرَاً.

آفاق السعد

قلبي صحراء تمتدُ وتمتد

وصخورٌ ناتئةٌ سوداء

ضَحِكَ الشاعر

قالوا أسعدُ مِنْ وطأت قَدماهُ الأرضْ

أحبابي

لو كان الحَزنُ دموعْ

لو إنّا بالعيِن نُحسْ

ما يبستْ في شَفةِ الشعرِ الغُنوة

لو كان الحزُن يُشم

نَزَفت رئتاي الدّمْ

وطلعتُ عليكم

جمرُ الحُرقة يشوي كَفيّ

لكني أخجل أن تفضحني أَنّة

والدربُ طويل

والصبرُ على المكروهِ سلامة

أن نُضرب في الرمضاءِ ولا نكبو

أن نُشرقَ بالآلام ولا نَعبس

الكلمة يوقفها في شَفَتي مَحضُ حياء

يوقفها لو شئتم محضُ رياء

والشكوى أجهلها

لا تعرفني

ماذا يُرجى يا أحباب

شيخي قال الحب ثمين

والبهجةُ في رشفِ الشَّفةِ السفلى

في آنسةٍ صالحةٍ لا تعرفُ وجَه النومِ ولا تَكْرىَ

في كأسٍ تَمزِجُها هيفاءُ القَدْ

في الصمتِ المطبقِ

في الصمتْ

في جرحٍ يَتَفَّتحُ على الدنيا لا يَنْسَدْ

لكنَّ الملاح يقول

البهجةُ في فَكَ شراعِكَ للريحْ

في التطوافِ الأعشىَ

في جزرِ المجهول

طوّافُ أسيانٌ قلب الشاعر

والرحلةُ لا تلوي تَمْتدْ

نائيةٌ.. نائيةٌ آفاقُ السَعدْ

أحبابي

يا أحبابَ القهوةِ يا أحبابْ

نائيةٌ.. نائيةٌ آفاقُ السعد.

كتابة على الشواهد

سيكتب فوق الشواهد من بعدنا

بأنّا عشقنا طويلاً

وأنا كتبنا بدم الشغاف كأن لم

يقل شاعر قبلنا

وأنّا برغم الجفاف

ملأنا البراري العجاف

صهيلاً.. صهيلاً

وأنّا مشينا إلى حتفنا

رعيلاً يباري رعيلاً

وأنّا وقفنا بوجه الردى

وقوفا جميلاً

سيكتب فوق الشواهد من بعدنا

بأنّا كذبنا قليلاً

وأنّا انحنينا قليلاً

لتمضي الرياح إلى حتفها

وإنّا سقطنا سقوطا نبيلاً.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *