صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

في حوارات سينما الطليعة: الطيب مهدي يروي كواليس أفلامه

شارك هذه الصفحة

روى المُخرج والكاتب السينمائي الطيب مهدي، قصص أفلامه الثلاثة القصيرة التي عُرضت بمقر سودان فيلم فاكتوري ضمن أيام سينما الطليعة. وعُرضت الخميس ثلاثة أفلام له: الضريح، أربع مرات للأطفال، وفيلم المحطة.

ويستضيف مقر سودان فيلم فاكتوري ثلاثة أيام تُعرض فيها أفلام للمخرجين السينمائيين الطيب مهدي، وسليمان محمد إبراهيم، وإبراهيم شداد، على التوالي، إضافة إلى حوارات مع المخرجين الرواد.

الضريح

وهو فيلم يعتمد على قصة حقيقية كما أكد الطيب مهدي في حديثه، وتحكي قصته، أن أباً وأبناءه دفنوا جوال قمح في الصحراء، على شكل قبر، خوفاً من المجاعة القادمة، فرأى ذلك أحد الدجالين فاستغله لخداع الناس بأن هنالك أحد الأولياء مدفون في ذلك القبر، ليصير مزاراً يطلب الناس فيه الشفاء وقضاء حاجاتهم. ويناقش الفيلم استغلال الدين وجهل المجتمع وصناعة الوهم.

يقول مهدي إن فيلم الضريح هو مشروع تخرجه في المعهد العالي للسينما بالقاهرة في العام 1977م، ورأى أن ينتج فيلماً روائياً قصيراً يدفع به حركة السينما في السودان، وتم تصويره في إحدى صحارى مصر، واستعان فيه بالجالية السودانية في القاهرة لأداء الأدوار.

وقد حاز الفيلم على جائزة مهرجان القاهرة للسينما التسجيلية والقصيرة وحاز على جائزة مهرجان قليبية بتونس.

أربع مرات للأطفال

الفيلم يستعرض حياة أربع فئات من الأطفال: أطفال التوحد، الصم والبكم، والأكفّاء، وذوي الإعاقة الحركية؛ ويستكشف الصعوبات التي يواجهونها في سبيل التعلم وممارسة حياتهم بصورة طبيعية.

الفيلم من إنتاج وزارة الرعاية الاجتماعية ووحدة أفلام السودان في نهاية السبعينيات. يقول مهدي: “اعترضت الوزارة على فكرة الفيلم، لأنها كانت تريد أن تعرض إنجازات الوزارة بدلاً من اللمحات الإنسانية التي يحاول الفيلم أن يعرضها، ولم أنجُ أيضاً من اعتراض وحدة أفلام السودان”.

ويضيف مهدي: “لم ترضَ الجهة المنتجة لأنها تريد أن يصنع فيلم عن جهودها وعملها في رعاية الأطفال المعوقين وإغراق الفيلم بالإفادات”.

المحطة

يُبرز فيلم “المحطة” التناقض بين بؤس الإنسان المحلي ومقدّرات الحياة المُستغلة من قبل رأس المال. ففي المحطة يلتقي السكان المحليون بآليات النقل الضخمة وتكاد تنطق المشاهد بالمفارقة!

يقول مهدي حول فكرة الفيلم: “يتحدث عن حصيلة ما كانت تدعيه حكومة نميري عن التنمية ويتساءل الفيلم: لمن هذه التنمية؟ هل لهؤلاء الأهالي البسطاء الذين يعيشون في تلك الأنحاء أم للشاحنات التي تجوب آفاق البلاد؟”.

الفيلم مدته 17 دقيقة وحاز على جائزة فيسكابو 1990م، وجائزة أوبر هاوزين 1990م، وجائزة السيف الذهبي 1991م، وجائزة التانيت الفضي بمهرجان قرطاج 1991م.

“الفيلم تم إنتاجه بمصلحة الثقافة بمجهود فردي”، يقول مهدي ويضيف: “القسم لم يكن يملك إمكانيات لإنتاج الأفلام ولكن بتعاون الزملاء وبعد مجهودجات شاقة تم إنتاجه”.

حوارات حول الصناعة

يولي الطيب مهدي اهتمامه أثناء صناعة الفيلم للجمهور، ويقول باقتضاب لمُحاوِره د. راشد مصطفى بخيت: “لا بد للمخرج أن يحترم الجمهور”. وحول سؤال ارتباط الكتابة والإخراج، يقول مهدي إن ظروف إنتاج السينما المعقدة في السودان، إضافة إلى الافتقار إلى الاحترافية هما ما جعلاه يكتب ويخرج أفلامه في آن.

وحول خطابات الأفلام يقول مهدي: “أول ما تعلمناه في صناعة السينما، أنه لا بد أولاً أن يكون لديك ما تقوله لكي تنتج سينما”.

يقول مهدي: “لولا عمليات الترميم التي تمت في 2018م لما استطعنا عرض الأفلام الثلاثة”.

وأفصح مهدي عن آخر ما أنتجه وهو فيلم اعتصام السلم الخماسي الذي تعتمد مشاهده على الأجواء الحية في اعتصام القيادة 2019م، وبشر بأنه في طريقه لإنتاج فيلم روائي جديد مع أحد المنتجين بالقاهرة.

الجدير بالذكر أن الأفلام الثلاثة تم ترميمها ببرلين في 2018 بمعهد أرسنال التكنولوجي بألمانيا، وأشرف على الترميم مجموعة كبيرة من السينمائيين من ضمنهم المخرج السينمائي صهيب عبد الباري.

الطيب مهدي

مخرج وناقد سينمائي وسيناريست، عمل في وحدة أفلام السودان 1977 – 1979م، وبقسم السينما بمصلحة الثقافة 1979 – 1992، وبراديو وتلفزيون العرب A.R.T 1995- 2004. وعمل أستاذاً بكلية الموسيقى والدراما حتى 2017م، وهو عضو مؤسس لجماعة الفيلم السوداني ورئيس لها لعدة دورات وعضو نادي السينما السوداني ورئيس له لعدة دورات، درس مراحله الدراسية بالجزيرة أبا والأبيض وأمدرمان، وتخرج في المعهد العالي للسينما بالقاهرة سيناريو وإخراج.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *