صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

نقيب الدراميين: فنان المسرح إما أن يكون ثائرا أو مطية للطبقة الصاعدة

شارك هذه الصفحة

أدناه الكلمة التي ألقيت بواسطة المخرج الرشيد أحمد عبسى في انتخابات نقابة الدراميين السودانيين، بمركز أمدرمان الثقافي، وفاز الرشيد فيها بمقعد النقيب إلى جانب ميسرة حسن بخيت للسكرتلرية العامة، وحياة الصادق سكرتيرا ماليا.

نص الكلمة

المجد والخلود لشهداء الثورة السودانية عبر تاريخها الطويل.

المجد والخلود لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة.

الشفاء العاجل للجرحى والعودة للمفقودين.

كما نترحم على رفاقنا المبدعين الدراميين الذين رحلوا وتركوا لنا إرثاً عظيماً سينير لنا الطريق وللأجيال القادمة.

تحية الثورة.. تحية المسرح فن الأحرار

نرحب بالآباء الرواد الذين جعلوا وجودنا واستمرارنا ممكناً. نرحب بالزملاء الدراميين شركاء الحلم من ولايات السودان الحبيب. نرحب بالإخوة في نقابة المحامين الذين لعبوا دوراً عظيماً في تنويرنا ودعمنا ونجاح هذه التجربة الديمقراطية. التحية والتجلة للإخوة في نقابة الصحفيين لدورهم الكبير ودعمهم في قيام هذه النقابة. كما نحيّي تجربتهم الفذة في انتخاباتهم.

كما أُحيِّي وأشيد وأثمن دور تجمع الدراميين السودانيين أصحاب هذه المبادرة في تأسيس نقابة للدراميين.

ولا أنسى الدور والجهد والتفاني والإخلاص الذي قامت به اللجنة التمهيدية العليا لنقابة الدراميين السودانيين، فلولاهم لما كان هذا الحلم ممكناً.

برولوج

منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي بدأت محاولات الآباء الدراميين في تكوين نقابة تحقق أحلامهم وتطلعاتهم، وقد كان على رأس هذا العمل كما رُويَ لي أستاذنا الراحل المقيم الممثل والمخرج والمعلم يحيى الحاج إبراهيم.

وقد كان أحد ضباط مكتب النقابة آنذاك، في معية حسن عبد المجيد وعثمان أحمد عيسى. ظلت تلك المحاولات تصطدم في كل مرة بتلك الأنظمة الديكتاتورية التي أودت بهذا البلد العظيم إلى الهاوية التي نعيشها الآن.

رغم ذلك ظل المبدع الدرامي يقاوم بشتى الوسائل، أبرزها من خلال أعماله المسرحية؛ فقد بدأ مسرحاً مقاوِماً.. منذ مطلع القرن العشرين عبيد عبد النور بكلية غردون في العام 1912م عندما قدم مسرحيته المفتش ورجل الشارع والتي كانت تندد بسوء معاملة المستعمر لإنسان السودان، ثم مسرحية صلاح الدين الأيوبي صديق فريد 1924م والتي شارك فيها البطل علي عبد اللطيف مسؤولاً عن الأزياء في المسرحية.

استمر هذا الإرث المقاوم حتى نظام الإنقاذ الظلامي الذى أبلى فيه الدراميون بلاءً حسناً؛ ولكنهم انحازوا إلى شعبهم ضد تلك الطبقة الصاعدة، أو كما قال أريك بنتلي أحد أعظم نقاد الدراما في القرن العشرين: (على فنان المسرح أن يختار إما أن يكون ثائراً أو يكون مطية للطبقة الصاعدة)؛ فدفع فنان المسرح ثمناً غالياً جرّاء هذا الانحياز فشُرِّدَ وأُقصي، وتم تجفيف مواعين الإنتاج وتم إهمال دور العرض وتعطيلها حتى صارت إلى ما آلت إليه من دمار وتخريب، وصار حال مبدع في حالة مسغبة وفقر وإحباط، مما دفع بالكثيرين للهجرة وظل من بقيَ في الوطن منحازاً لقضايا شعبه.

السادة الحضور

قبلنا التكليف في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ وطننا، ونعلم حجم المهام الشاقة التي تنتظرنا؛ لتحقيق أحلام وتطلعات وطموحات الدراميين الذين انتظروا طويلاً هذه النقابة التي ستنطلق بهم نحو آفاق المستقبل.

سنتلو عليكم بعض من ملامح برنامجنا الذي سنعمل على إنجازه في دورة التأسيس والبناء.

* العمل على إعادة الحياة إلى الحركة المسرحية.

وذلك بتأهيل المؤسسات التي وضعت لنا إرثاً كبيراً في الرعاية والتخطيط للحركة المسرحية وإعادة بناء هذه المؤسسات بما يتسق مع رؤيتنا في تطويرها وتحديثها مستلهمين تاريخها المجيد.

* إعادة تكوين وبناء الفرق والجماعات المسرحية عصب الممارسة المسرحية.

وذلك بتنظيم عضويتها وتكوين مجالس إدارتها وتسجيلها لدى النقابة حتى يتسنى لنا تمويلها.

* العمل على حصر العضوية العاملة وتنظيم سجل لكل عضو حتى تتم متابعته على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، وتقديم كل ما يعينه على الاستقرار والإبداع.

* العمل مع مؤسسات القطاع العام والخاص والمنظمات الداعمة لتمويل الفرق والجماعات وإجراء شراكات معها، واستحداث آليات إنتاج حديثة.

* تنظيم العلاقة بين الجهات المشغلة للدراما إذاعة وتلفزيون، شركات إنتاج وذلك لحفظ حقوق المبدع الدرامي.

* ستعمل النقابة على إصدار صيغ للعقود مع المستشار القانوني للنقابة لحفظ حقوق المبدع.

* العمل مع المؤسسات ذات الصلة في وضع السياسات والخطط الاستراتيجية التي تخص الشأن الدرامي، ولن نسمح بمخطط سياسي يستلب حقوقنا كما حدث في الماضي.

* الاهتمام بالتدريب وإعادة تأهيل الشباب والعاملين في المهنة وذلك بتنظيم ورش وكورسات على مدار العام.

* تنظيم المهرجانات والملتقيات الفكرية في كل فرعيات النقابة.

* العمل على استلام قطعة الأرض التي مُنحت للدراميين وتشييدها بما يليق بهم.

* تكريم المبدعين الذين تجاوزوا الستين عاماً وما زالوا عاملين، باعتبارهم أعضاء في النقابة مع اِعفاء كامل من دفع الاشتراكات.

هذه بعض الملامح من البرامج وهناك الكثير من الأحلام والطموحات سنعمل عليها مستقبلاً، ولكن قبل أن أختم أود أن أهمس همساً سوفوكليسياً: نحن في الزمن الهام أو المهم من تاريخنا.. شعبنا يحتاج إلى فناني الدراما لنعيد اللُّحمة ونوقف نزف هذه الدماء الطاهرة لأبناء الوطن وأن نقوم بدورنا الإبداعي في توحيد وإعادة بناء النسيج الاجتماعي في الولايات التي تحتاج منا سريعاً لأن نقدم فيه مسرحاً يغسل أدران السياسي.

وهمسة أخيرة.. النقابة ليست لجنة تنفيذية كل القاعدة هي اللجنة هي النقيب.. النقابة ليست حزباً سياسياً، النقابة للجميع، لن تكون هناك نقابة دون قاعدة متماسكة ملتفة حول لجنتها، علينا أن نجعل الحب والتسامح ديدننا حتى نحقق كل أحلامنا.

كلكم النقيب واللجنة


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *