صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

أُغني بلغة الفور فقط.. ولن أنافس الآخرين في ثقافتهم (مقابلة)

شارك هذه الصفحة

يصرّ الفنان المغني (تور باري) على الغناء بلغة الفور فقط، رغم اتساع شعبيته في لغات أخرى. لـ تور باري فلسفة من ذلك.. إليكم جزء من هذه الفلسفة.

تور باري.. من أين جاء هذا الاسم الفني؟

أنا مختار آدم أحمد محمد، اُشْتُهِرْتُ بـ تور باري. من مواليد الثمانينيات في شمال دارفور، سرف عمرة، بوادٍ اسمه (باري)، لاحقاً انتقلتْ أُسرتي إلى الخرطوم، بسبب الحرب القبلية المندلعة هناك في منتصف التسعينيات، فاستقر الوالد في منطقة سوبا، والوالدة في حلفا الجديدة.. وجودي في الخرطوم أتاح لي مواصلة الدراسة بمدارس الكمبوني، القسم المسائي، بعد أن كنت أدرس بمدرسة (كلقو) بوادي باري .

ماذا يعني اسم تور باري؟

هو مركب من (تور) و(باري)، ويرمز في لغة الفور إلى الشخص القوي.

صف لنا الرحلة ما بين (باري) في دارفور و(سوبا) في الخرطوم؟

لم تنقطع صلتي بمنطقة باري، ما أتاح لي المحافظة على لغة الفور، حتى صرتُ أستاذاً للغة الفور في مركز السودان للغات، وهذا يعني أنّ الاهتمام والشعور العام بمنطقتي لم ينقطع، ورغم وجودي بالخرطوم إلاَّ أنني أُغني بلغة الفور.

لم تنقطع صلتي بمنطقة باري، ما أتاح لي المحافظة على لغة الفور، حتى صرتُ أستاذاً للغة الفور في مركز السودان للغات، وهذا يعني أنّ الاهتمام والشعور العام بمنطقتي لم ينقطع، ورغم وجودي بالخرطوم إلاَّ أنني أُغني بلغة الفور.

متى بدأت الغناء وكيف دخلت إلى هذا العالم؟

بدأ نشاطي الغنائي في العام 2004، عندما كنت أكتب القصائد والأشعار بلغة الفور، ثم أقوم بتلحينها والتغني بها للطلاب الخريجين في الجامعات، أو في أنشطة التراث في الكليات. بعد ذلك ترسّخ اهتمامي بالغناء وتطور بالطريقة التي جعلتني أحترف الغناء.

هل لا زلت تصرّ على الغناء بلغة الفور؟

حتى الآن أنا مصرّ على لغة وتراث الفور؛ وذلك لأنني أرغب بالمساهمة في إثراء المحتوى الغنائي من خلال لغة الفور وتراثهم، حتى أستطيع المساهمة في تعريف السودانيين بجزء آخر من لغاتهم العديدة؛ ولأنّ التنوع الثقافي هو السمة الأساسية لدى السودانيين. ولا ننسى أنني، مهما كانت قدراتي، لا أستطيع منافسة الآخر في تراثه ولغته، لكنني يمكن أن أنافس بلغتي وثقافتي التي أُجيدها.

المتابع لحفلاتك يلاحظ وجود جماهير متنوعين، كيف تقيّم تقبُّل من هم غير الفور لما تقدمه من غناء؟

جمهوري ليس كله من الفور، لديَّ جماهير من مكونات وأمزجة ثقافية مختلفة من المجتمع السوداني، ويظهر ذلك في مشاركاتي لطلاب الجامعات، وحفلاتي في مناسبات الأعراس بالأحياء. وواحد من أهدافي هو أن أمكّن مكونات أخرى من تذوق الغناء بالثقافات المختلفة، وبالطريقة التي تجعل معرفتنا ببعضنا ممكنة عبر الفن والفنانين.

هل تفتكر أنّ فن الغناء يمكن أن يساهم في خلق وجدان سوداني مشترك؟

ربما يحدث ذلك بشكل طبيعي، لو أُتحيت فرص متساوية لكل الثقافات والفنون، لا شك أنّ الفنون ستساهم في معرفتنا بذواتنا، وقبولنا لبعض سيكون ممكناً عبرها، وبالتالي سيحل نموذج من الوحدة الوطنية في دولة مواطنة كاملة.

ما نوع الموسيقى التي تقدّمها، وأين الآلات الموسيقية المحلية من فرقتك؟

الكثير من أنواع وأنماط الموسيقى السودانية السائدة مشتركة، أو مأخوذة من الثقافات المختلفة، وربما ساهم الفور بموسيقى (الفرنقبية) وغيرها. وفي الواقع لم أحتَج إلى الآلات الموسيقية المحلية؛ لأنه تمت برمجتها في الآلات الموسيقية الحديثة، عدا (النُّقارة)؛ لأنّ لها ما يميزها، ولا تستطيع الآلة الحديثة أن تحل محلها.

هل لديك فرقة موسيقية خاصة بك؟

نعم.. لديَّ فرقة جماهيرية خاصة، وفي بعض الحفلات ذات الطابع الاستعراضي، لديَّ فرقة استعراضية مكونة من شابات وشباب يشاركون بالرقص والاستعراض برقصات الفور. أما في الحفلات العادية فيشارك الجميع بالرقص؛ لأنّ رقصات الفور خفيفة وسهلة، ويستطيع الجميع المشاركة فيها .

من أين تحصل على كلمات الأغاني؟

في الأصل، أنا شاعر قبل أن أكون فناناً، وبالتالي أكتب الكلمات وألحنها، لكن أيضاً أستفيد من قدامى الفنانين من الفور، وفي بعض الأحيان أستفيد من الألحان القديمة وأوظّفها لإنتاج أغانٍ جديدة .وبالطبع لا أنسى أنني مدرّس للغة الفور، ولديَّ ديوان شعر بلغة الفور تم اعتماده كتاباً للأدب والتدريس بلغة الفور، عبر لجنة تضم أساتذة للغات والألسن وخبراء في لغة الفور .

كيف ومتى بدأت علاقتك بتدريس اللغة؟

بدأت منذ أن كنتُ طالباً في (كمبوني)، حيث درست باللغة الإنجليزية ومنها انتظمت في عدة دورات بمركز تنمية اللغات السودانية التابع لليونسكو، واعتُمدتُ لاحقاً لأكون أستاذاً بها لتدريس لغة الفور، ولكن الآن بعد احترافي للغناء توقفت عن التدريس.

ما المضامين الغنائية التي تشغل الفنان تور باري؟

أغني كثيراً أغنياتٍ عن السلام والتعايش، وكذلك تشجيع أهمية وجود تراث وثقافات حيّة قابلة للتطور، بالإضافة لتشجيع الناس على الاهتمام بتعليم اللغات، بالذات لغة الفور الحاملة لتراث الفور .

ما طبيعة الفرص المتاحة لكم وللفنون الشعبية بصفة عامة، سواء في الإعلام أو المشاركات العامة، خصوصاً بعد ثورة ديسمبر؟

قبل الثورة كانت الفرص محدودة، وتأتي بحسب توجه الحكومة، كانت هناك محاولة لفرض أُحادية ثقافية على الجميع.. الآن بعد الثورة اختلف الوضع، وعلى المستوى الشخصي شاركت عدة مرات في برامج بتلفزيون السودان.

أجرى المقابلة حيدر أبو قيد


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *