صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

ليس لدينا غير هذه الطريق

الخرطوم مصرة على الثورة. جانب من موكب اليوم

الخرطوم مصرة على الثورة

شارك هذه الصفحة

في الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت الثورة خرجت اليوم الأربعاء مواكب “23” نوفمبر وفق مساراتها المعلنة من (لجان مقاومة الخرطوم) وفي مدنها الثلاث، وواجهت قمعا مفرطا من الاجهزة الأمنية قبل أن تنسحب مع حلول المساء.

تزامنت المواكب مع تسارع الجهود التي تقودها الآلية الثلاثية والرباعية الدولية من أجل التوصل لاتفاق ينهي انقلاب 25 أكتوبر ويسمح باستئناف الانتقال الديمقراطي، حيث أعلن المكتب التتفيذي لقوى الحرية والتغيير عن طرح الاتفاق السياسي للتوقيع من قبل القوى السياسية وقوى الثورة، وفق قيد زمني لا يتجاوز الثلاثة أيام.

جانب من الثورة وحركيتها

وكان هذا الإعلان حاضرا بقوة في موكب الخرطوم إذ بدا أن أغلب المشاركين لا يراهنون أن يحقق طريق العملية السياسية المطالب التي خرجوا من أجلها، وأبرزها تحقيق العدالة في مواجهة الجرائم التي ارتكبت من قبل الاتقلاب، طوال عام كامل من المقاومة والصمود أمام الآلة القمعية.

ولا يبدو هذا الموقف جديدا من أغلب ثوار ديسمبر، لكن ذلك التمسك بقضية العدالة لم يمنع مع تقدم العملية السياسية، التي تدعمها وترعاها الأطراف الاقليمية والدولية، مراقبين وأطراف في الساحة السياسية من التفاؤل بتحقيق بعض الاختراق في هذا الموقف عبر حوار مع التنسيقيات التي تقود الشارع وإشراكها في جميع الوثائق ذات الصلة، لذا ربما كانت المشاركة الواسعة في مواكب اليوم والتكتيكات الميدانية المختلفة التي تم اتباعها رسالة موحية في هذا السياق.

في الواقع، كانت أغلب التعليقات الصادرة من بعض المشاركين تذهب للتشكيك في مدى التزام الطرف الآخر السماح بعملية الانتقال الديمقراطي وتذكر بالممارسات والوسائل التي اتبعها لتقويض المرحلة الانتقالية والعنف الذي مازال يمارس ضد المدنيين في الشارع.

الشاهد أيضا أن أغلب شعارات وهتافات هذه المواكب كانت تعبر عن التزام قاطع بقضية العدالة وبرنامج ثورة ديسمبر الذي يتمثل في الانتقال المدني الديمقراطي بجانب رفض التسوية.

وعلى الرغم من أن مواكب اليوم خرجت في ظل انشغال سياسي وإعلامي بأحداث داخلية وخارجية، ولم تجد الاهتمام والتغطية المعتادة، فإنها كشفت عن تمسك الثوار بإعلان رفضهم للانقلاب وسعيهم لاسقاطه بلا مساومة أو تقديم تنازلات عبر الأداة الوحيدة التي يعرفونها ويملكونها، وهي المواكب ومساراتها التي تعبدت بالدماء خلال عام كامل.

في خضم مواكب اليوم أكد الثوار على مضامين “19” ديسمبر وقيمها التي بات يعلمها العالم، في مواجهة آلة القمع التي لا ترحم، في مشهد قد لا يتسق مع المناخ الذي تشيعه جهود الأطراف الدولية، وهو ما يؤذن بأن هذه المواكب قد ستستمر حتى وإن بلغت العملية السياسية مقصدها.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *