اعلن والى ولاية جنوب دارفور المكلف، حامد محمد التجاني هنون، حالة الطوارئ بالولاية وحظر التجوال داخل محلية بليل إعتبارا من اليوم السبت، من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة السادسة صباحا، وذلك، لحين إشعار آخر.
وجاء القرار اثر متل عشرة اشخاص –على الاقل- واصابة آخرين، فيما نزحت مئات الأسر، عقب سلسلة هجمات ينفذها مسلحون، منذ الأربعاء الماضي، طالت عدد من القرى بمحلية بليل شمال شرق مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور.
وفوض امر الطوارئ القوات النظامية لحسم التفلتات الأمنية بإتخاذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية وفقا للقانون وقانون الطوارئ.
واستثنى الأمر الطوارئ القطاع الصحى والعاملين به وخدمات المياه والكهرباء والمخابز والابار وناقلات مياه الشرب وسيارات الإسعاف والحالات الصحية الطارئة.
ووجه الأمر امين عام الحكومة والاجهزة المعنية بوضع هذا القرار موضع التنفيذ الفوري.
ودفعت الأحداث المئات من ذوي الضحايا إلى التظاهر السبت، أمام قيادة الفرقة 16 مشاة ومقر الحكومة بنيالا للمطالبة بالتدخل العاجل لوقف الهجمات وحسم الفوضى والتفلتات.
وخاطب قائد الفرقة 16 مشاة اللواء ركن ياسر الخضر، المحتجين قائلا: ان حكومة الولاية قد أعلنت حالة الطواريء في المحلية وستتعامل القوات الحكومية بالحسم مع المتفلتين بالمنطقة
وجاءت مخاطبة قائد الجيش للمتظاهرين بعد رفضهم –بحسب مصادر- مخاطبة الوالي حامد التجاني هنون الذي اضطر للدفع بنائبه وقائد الجيش ومدير الشرطة لمخاطبة المحتجين.
وقالت لجنة الامن بالولاية إنها دفعت بقوات مشتركة لمواقع الأحداث بلغت فى مجملها 42 مركبة مسلحة بكامل عتادها للفصل بين الاطراف، بجانب إرسال طائرة إستطلاع مروحية من الفرقة 16 مشاة، وإستنفار الإدارات الاهلية بغرض التدخل وتهدئة الأوضاع، مؤكدة ان القانون سيطال كل من يثبت تورطه فى هذه الأحداث.
وحسب لجنة الامن بجنوب دارفور، بدات الاحداث الاربعاء باعتداء مجموعة من الرعاة يمتطون الإبل ودراجات نارية، بالهجوم على قرية (أموري) وحرقها وقتل أربعة من المواطنين وجرح ثلاثة آخرين، فضلا عن شخصين آخرين قتلا الأربعاء والخميس.
وذكرت لجنة الامن في بيان السبت، أنها حركت قوة مشتركة إلى موقع حادثة الأربعاء وألقت القبض على احد المتهمين وتم تدوين بلاغ جنائي في مواجهته، لكن تجددت المواجهات بالخميس ما أدى لمقتل مواطن واصابة آخر.
وقالت لجنة الامن: بحلول فجر الجمعة بدات مجموعة من الرعاة يمتطون الابل والمواتر بالهجوم على قرية أموري وحرقها وقتل 4 من المواطنين وجرح عدد 3 اخرين، لتمتد المواجهات الى عدد من القرى التي تم حرقها كليا أو جزئيا.
من جانبها تعكف لجنة الامن بمحلية بليل على حصر الخسائر، فيما اهابت بكل الاطراف المتنازعة الإحتكام لصوت العقل حفاظا على الأرواح والممتلكات.
توجية لجنة امن محلية بليل للتوجة فورا الى مواقع الاحداث ميدانيا والوقوف على الوضع الإنساني بصحبة مفوض العون الإنساني بالولاية.
إلى ذلك، نظمت أسر الضحايا وقفة احتجاجية أمام مقر أمانة الحكومة وقيادة الجيش بنيالا للمطالبة بالتدخل العاجل لوقف المواجهات وحسم التفلتات.
كما تظاهرات المئات في سرف عمرة بشمال دارفور، تضامنا مع ضحايا الأحداث التي شهدتها محلية بليل، مطالبت بتدخل السلطات لوقف الاعتداءات.
وبحسب هيئة محامي دارفور في بيان فإن عدد القتلى جراء الهجوم على القرى حول محلية بليل شرقي مدينة نيالا الجمعة تجاوز 10 قتيلا و30 جريحا بجانب العديد من المفقودين وقرى قد احرقت بكاملها.
وأضافت “ادى الهجوم إلى نزوح جماعي للأهالي فهناك مئات الأسرة الفارة من تلك المناطق والقرى المجاورة والآن هنالك هائمون علي وجوههم في الخلاء”.