شبكة طرق بقرى مشروع الجزيرة.. في مساعِ لنهضة جديدة
بما يشبه طريق (66) “الطريق الأم” الذي صنع النهضة في الولايات المتحدة الأمريكية وربط شرق الدنيا الجديدة بغربها، تبدأ إدارة مشروع الجزيرة في تأسيس طرق أسفلتية جديدة لتتمكن العشرات من القرى من التواصل في وحل وطين المشروع. حيث لم تكن من مهام السكة حديد التالبعة للمشروع صناعة الحياة الاجتماعية في تلك القرى، وكانت تعبر فوق أرض شبه صحراوية بعيدة عن مساكن المواطنين ومراتعهم، فإن الطرق الأسفلتية الجديدة ستمثل شريان النهضة الجديد لمنطقة غنية طالما اشتكت من ضعف الحركة، وعز على ساكنيها الالتقاء.
وتشييد شبكة طرق بطول (410) كلم من الأسفلت حسب تصريح محافظ مشروع الجزيرة عمر مرزوق لـ(الحداثة) يمثل تاريخا جديدا في المشروع المروي الأضخم في العالم، وسيتمكن المواطنون “المنتجين” من تمتين روابطهم الاجتماعية، كما سيتكمنون من إاتياد عملية اإتاجية سهلة ويسيرة مقارنة مع ما يتكبدونه في نقل مدخلات الإنتاج في بدايات المواسم الإنتاجية المحفوفة بمخاطر موسم الأمطار وانقطاع الطرق، وكذلك نقل إنتاجهم الموسمي من المحاصيل الزراعية بعد الحصاد والوصول به إلى مناطق الاستهلاك والتسويق الكبرى.
إن الشبكة الاسفلتية الجديدة التي تفوق كلفتها المالية (146) مليار “تريليون” جنيه ستعمل على ربط أكثر من (200) قرية من القرى المتناثرة في المشروع، وهي تمثل عموده الفقري في الكد وفلاحة الأرض، وفي تدشين شبكة الطرق “الاثنين” المقبل فإن العشرات من قرى الجزيرة سيتجمهرون في مركز المشروع بـمدينة “بركات” ليأكدوا أهمية تلك الشبكة بالنسبة لحياتهم، وما يمكن أن تصنعه من تغيير ربما هو الأول على الإطلاق في عناقهم الاجتماعي ومع الأرض أيضا، وحيث لن تصل الشبكة الاسفلتية مناطق وقرى أخرى فان محافظ مشروع الجزيرة أشار إلى أن الجولة المقبلة من تشييد مشاريع البنى التحتية ستشمل ايصال الطرق للقرى المتبقية، وستمثل الطرق إنجازا جديدا لصالح المنتجين ودعم العملية الإنتاجية وتسهيلها.
تقاصر الخيال الوطني في بداية تأسيس الدولة الحديثة عن مستقبل توسع السودانيين في أرضهم وعمارها، لكن تشييد (29) طريق في قرى مشروع الجزيرة ربما استدرك ذلك، وسيكون لتلك الطرق أهميتها في المستقبل من حيث الاتصال ونقل المشتركات فوق أهمية نقل مدخلات الإنتاج ووصول المنتجين للمدن ولكبرى، وهي بمثابة بديل مؤقت لخط السكة حديد الذي انشئ مع بداية المشروع بطول (1400) كلم، والذي تعرض خلال العهد البائد لأكبر عمليات التخريب الممنهج، وستزيل الهموم المتعلقة بالوصول إلى الطوارئ الصحية في فترة وجيزة طالما تسببت وعورة الطرق في إزهاق الحيوات المحمولة بطلب التعافي والعلاج.
