صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

حتمية التفكيك تتأكد يوما بعد يوم.. المخلوع وزوجته في محكمة إدانة بالثراء الحرام

شارك هذه الصفحة

فجرت تصريحات منسوبة لمقرر لجنة إزالة التمكين المجمدة الدكتور صلاح مناع العلاقة بينه ورئيس مجلس السيادة وقتها “يناير 2021” وقائد انقلاب (25) أكتوبر عبد الفتاح البرهان، إذ جزم مقرر اللجنة بأن البرهان يوفر حماية لزوجة الرئيس المخلوع عمر البشير “وداد بابكر”؛ بل ذهب أكثر وقال إنه أطلق سراحها، وهو ما دفع البرهان لتقييد بلاغ في مواجهته بنيابة أمن الدولة، وأكد ذلك الحديث المحامي ساطع الحاج، عضو لجنة الدفاع عن مناع، حينما أشار إلى أن موكله تلقى اتصالا من رئيس اللجنة، ياسر العطا، نقل إليه انزعاج رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان من القبض على وداد بابكر، وأضاف:  “مناع أكد للنيابة أنه تلقى اتصالا من العطا حول انزعاج البرهان من القبض مجددا على وداد”.

تلك الهجمة على المكون العسكري والتساهل المستمر، ربما أفضت إلى ابتعاد العسكريين من قضايا ذات حساسة مع الشارع، ويتأكد بالتالي من رأيه حولها.

فاليوم فقط أصدرت محكمة في الخرطوم حكما بمصادرة عقارات وأموال ومصوغات وأحجار كريمة، وكذلك مصادرة حسابين بنكيين من السيدة وداد بابكر، الزوجة الثانية للرئيس المخلوع عمر البشير. وأشارت المحكمة إلى أن المتهمة “طرأت عليها ثروة وعقارات وأحجار كريمة ولم تفلح في إثبات وجه امتلاكها”. وتساوت بذلك في الإدانة مع زوجها المخلوع في التحرك للمصلحة الشخصية في المال، عندما كانا يمثلان رأس سلطة الانقاذ البائدة، ويمنحناها أيضا لمنسوبي النظام، وتركت آلة إعلامية منحازة كل حيثيات التهمة المرفوعة في مواجهة زوجة المخلوع الثانية من قبل الشارع السوداني وقتها، وتحسرت على التقاط صور لها بينما يتم استجوابها في نيابة التفكيك، لكن يتأكد الآن أن لجنة التفكيك طالما كانت مهمة بالنسبة لاسترداد أموال السودانيين التي قضمتها جماعة الإسلام السياسي،

وأدينت وداد في محكمة الامتداد خلال جلسة محاكمة بتهمة الثراء الحرام، وغرمت مبلغ  100 مليون جنيه سوداني، وفي مايو 2021 أصدرت لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو قرار باسترداد قطع أراضي من وداد بابكر، وقالت المحكمة، اليوم الأحد، إن المتهمة وداد بابكر مذنبة بموجب قانون الثراء الحرام، مشيرة إلى أنها كانت تتحصل على معاش زوجها (الأول) بعد زواجها بـ11 عاما، في مخالفة لقانون القوات المسلحة وقانون الثراء الحرام، وأكدت أن الأحجار الكريمة التي تمتلكها “تمثل ثراء حراما ومشبوها”.

وعقب سقوط حكومة زوجها الثاني، عمر البشير، في أبريل 2019، عاشت وداد بابكر في فترة تخفي، وكان آخر ظهور إعلامي لها هو ظهورها في مخاطبة جماهيرية في الأسبوع الثاني من مارس 2019، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. ومن بعد ذلك ترك أمرها نهبا للشائعات، على الرغم من أن عدة مصادر كانت تشير وقتها إلى أنها كانت قيد الإقامة الجبرية.

وقبل زواجها من البشير، كانت وداد متزوجة من اللواء إبراهيم شمس الدين، الذي قُتل في حادث سقوط طائرة في إبريل 2001. وفي مارس 2002، أعلن زواجها من البشير، حيث كان يزور منزلها في ضاحية الجريف غرب الخرطوم، قبل أن تنتقل معه إلى بيت الضيافة (مقر إقامة الرئيس)، ثم لاحقاً إلى حي كافوري الراقي بالخرطوم بحري، وعرفت وداد بابكر في السنوات الأخيرة بتأسيسها لمنظمة (سند الخيرية) الخاصة بمكافحة الفقر. وكذلك كانت تظهر برفقة البشير في عدة مناسبات وطنية مختلفة ورافقته في زيارات خارجية متعددة.

وفي الشهور الأولى من الحكومة الانتقالية لم تتسلم النيابة العامة تهمة موجهة إلى وداد بابكر، وظلت متهمة لدى العامة فقط بأنها حولت إلى حساب منظمتها ما يقدر بـ40 مليون دولار حصلت عليها من نساء القادة الأفارقة لدعم أطفال الأيدز في السودان، وهو أكثر من المبلغ الذي أدين به زوجها المعزول المتهم بحيازة مبالغ قيمتها (6.9 مليون يورو و351.770 دولار و5.7 مليون جنيه سوداني)، وقال البشير أمام المحكمة إن زوجته وداد باعت سيارتها لتشتري قطعتين سكنيتين في حي كافوري الراقي، وكانت شهادته مجافية للمنطق، لأن القرائن كانت كافية لتقديم وداد إلى نيابة الثراء غير المشروع والمال المشبوه.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *