“الوقت ليس مناسباً فحسب، لطرح القضية، بل هي أيضاً ضرورية”، هكذا يكرر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فكي، طلب افريقيا بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، امام وزيرتي خارجية فرنسا، كاثرين كولونا، والمانيا، أنالينا بربوك، الجمعة الماضي، لدى زيارتهما مقر الاتحاد الافريقي باديس ابابا.
تطالب افريقيا بان تكون العضو الدائم رقم 6 بمجلس الأمن الذي يتالف من 15 عضوا، خمسة منهم دائمون ولديهم حق النقض (الفيتو) هم: الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.
ومع اقرار الدول الخمس الكبار في مجلس الامن بعدالة الطلب لكنهم غير راغبين –فيما يبدو- بتغيير المعادلة التي اختطوها منذ الحرب العالمية الثانية، رغم ما جرى من كثير أمواه تحت الجسور.
فعلى مدى عقود ظل القادة الافارقة يطالبون باحقية قارتهم في مقعد دائم بمجلس الامن الدولي، لكن مطالبهم تلك لا تجد اذان صاغية، حجتهم في ذلك، أن افريقيا هي صاحبة 54 دولة وبالتالي فهي الأكبر نسبة من بين قارات العالم في الجمعية العمومية للامم المتحدة، بنسبة 28 في المائة.
احلام حصول القارة السمراء على مقعد دائم بمجلس الامن، احيتها زيارة وزيرتي خارجية فرنسا كاثرين كولونا، والمانيا، انالينا بربوك، الى مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، السبت الماضي، ولقائهما رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فكي، الذي دفع بالطلب الافريقي، ليحصد مساندة جديدة من وزيرتي خارجية فرنسا وألمانيا، فقد أعلنتا دعمهما للطلب بتأمين مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي.
اعتبر فكي عدم وجود مقعد دائم لافريقيا في المجلس ظلما في حين 70% من عمل المجلس يتعلق بإفريقيا.
الطلب المباغت الذي تقدم به فكي، بدلا من المطالبة بالمساعدات والتمول، أجبر وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، على دعوة الاتحاد الإفريقي لدعم إجراء إصلاحات في مجلس الأمن الدولي من شأنها زيادة مقاعده الدائمة، وتخصيص مقعدين –بدلا من مقعد- لإفريقيا. فيما قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، انه يجب تمثيل افريقيا بشكل افضل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما دعت إلى مكان للاتحاد الافريقي في مجموعة العشرين.
في سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تاييده منح الاتحاد الافريقي عضوية دائمة مجلس الامن الدولي، مؤكدا دعمه لدور أفريقي أكبر على الساحة الدولية، وكشف بايدن انه يعتزم زيارة دول في افريقيا جنوب الصحراء، وقال بايدن لنحو 50 من القادة الأفارقة في القمة الامريكية الافريقية، “إن الولايات المتحدة ملتزمة تماما من أجل أفريقيا ومعها”.
لكن لا يبدو ان المواقف الاوروبية ذات جدوى، وذلك، استنادا على عدم تفاعلهم مع دعوات متكررة لاصلاح مجلس الامن الدولي.
وقال سفير موزمبيق لدى الأمم المتحدة، الذي تسلمت بلاده مطلع العام، الراية من كينيا ممثلا غير دائم للقارة الافريقية بمجلس الامن، “ان موزمبيق ستدفع من أجل إجراء إصلاحات في مجلس الأمن لمعالجة المخاوف الأفريقية.
وتشارك دول أميركا اللاتينية، القارة السمراء بذات حلم الحصول على مقعد دائم، وأيضا تطالب قارة آسيا بتوسيع حجم مشاركتها، بجانب الصين، وخلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر الماضي، طالب رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أرشانغ تواديرا، بـاصلاح عميق للأمم المتحدة، وزيادة عدد مقاعد الاعضاء بمجلس الامن، من اجل مشاركة اكثر انصافا واكثر تمثيلا للقارات جميعا .
دون شك ان افريقيا هي القارة الاسرع نموا في العالم، وسيبلغ عدد سكان القارة بحلول سنة 2030 1.7 مليار نسمة، وهي موطن لخمس سكان العالم، ذلك، ما جعل التنفاس عليها محموما من الكبار في مجلس الامن الذين ظلوا يبيعونها الاماني التي لا سبيل الى تحقيقها في المنظور القريب.
منذ عقود يستشري التنافس على القارة السمراء بصورة غير مسبوقة من القوى العظمى– أمريكا، روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وكذلك المانيا- لكن مع ذلك، ستكون لافريقيا الموقع الذي تتوقعة شريطة تجاوزها ثالث الفقر والجهل والمرض.
الموقف الاوروبي (الالماني- الفرنسي) الجمعة الماضي، الداعم لمطلب افريقيا بالحصول على مقعد دائم بمجلس الامن الجولي، سرعان ما اعقبه موقف صيني بعد 48 ساعة (الاحد) حيث قال وزير الخارجية الصيني تشين جانج، “ان افريقيا يجب ان يكون لها صوت اكبر في مجلس الامن التابع للأمم المتحدة والهيئات الدولية الأاخرى”.
وجاءت تصريحات تشين في بيان عقب لقائه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي الذي أعرب عن استيائه مما وصفه باستبعاد أفريقيا من الحوكمة الدولية، قائلا: “منذ عدة عقود ونحن نناضل من أجل إصلاح النظام الدولي ككل وخاصة نيابة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وقال تشين الذي الذي يقوم بأول زيارة خارجية له كوزير للخارجية، “يجب ان تكون افريقيا منصة للتعاون الدولي، وليس ساحة للمنافسة بين الدول الكبرى”.