صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

الخرطوم تشيع شهيدا من مواكب اليوم

شارك هذه الصفحة

شهدت العاصمة المثلثة، الخرطوم، اليوم مواكب ضخمة للثوار في كل من أم درمان والخرطوم وشرق النيل وبحري، في إطار مليونية دعت لها لجان مقاومة الخرطوم تحت عنوان( ختام المهزلة).

وأعلنت لجان المقاومة بحي (الحاج يوسف) “استشهاد الشاب إبراهيم مجذوب من (الحاج يوسف) برصاص قوات الانقلاب في شرق النيل” بحسب بيان مقتضب صادر عنها.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة فيديو يشير إلى الواقعة، يظهر فيه فرد مسلح تابع للشرطة يواجه الثوار، وبعد لحظات يسقط أحد المتظاهرين بلا حراك. وقالت شرطة الخرطوم إنها “أُبلغت بوفاة أحد المتظاهرين بمستشفى شرق النيل، وهي بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة”.

وواجهت السلطات الانقلابية جميع المواكب بالقمع المفرط، حيث استخدمت الغاز والقنابل الصوتية والرصاص، وسجلت عشرات الإصابات الحرجة في المشافي.

وأعلن (تجمع لجان الحاج يوسف) أن الشهيد إبراهيم مجذوب قد سقط برصاص شرطة الانقلاب، بعد استهدافه من مسافة قريبة، مشيرا إلى وجود حالات أخرى حرجة تتلقى العناية الطبية.

بينما واجه الثوار في كل من أم درمان والخرطوم وبحري أشكالا من القمع، أدى لعشرات الإصابات التي لازال بعضها يتلقى العلاج.

وفي مثل هذا اليوم من العام الماضي أعلن استشهاد الطفل مهاب عادل ببحري، وشهيد آخر في أم درمان بجانب إصابة نحو (197) متظاهر بسبب القمع المفرط الذي واجهت به السلطات الانقلابية باستخدام الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية.

وفي اليوم نفسه من العام الماضي، تمكّن آلاف الثوار من الانتشار في المحيط الجنوبي الخارجي للقصر الرئاسي بالخرطوم. وكان الانتشار قد جاء بعد اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الشرطة، بدأت من منطقة السكة حديد، وتمكن الثوار من كسر الطواق الأمني ووصلوا إلى محيط القصر الرئاسي، ورددوا هتافات: “الشعب يريد إسقاط البرهان… الثورة ثورة شعب والعسكر للثكانات”.

وجاءت مواكب اليوم بعد ساعات من تصاعد حدة الخلاف بين أعضاء المجلس الانقلابي، حول الاتفاق السياسي الإطاري الموقع في (5 ديسمبر) الماضي، وكيفية الوصول إلى جيش واحد في البلاد، وتهديدات للمواطنين بخروج الخلاف إلى مربع الصراع المسلح في شوارع العاصمة.

وبدا أن مواكب اليوم بددت كل شك انتاب المواطنين بأن صوت الأطراف المسلحة المتنازعة قد أصبح هو الأعلى في البلاد، والأكثر تأثيرا في غياب أصوات أخرى.

علا صوت الثوار في شوارع الخرطوم بشعارات الثورة ومطالبها بعد إن عاشت العاصمة لأيام تحبس الأنفاس على تصريحات حملة السلاح وتهديداتهم لأهلها.

الإجراءات الاستباقية التي اتخذتها سلطات الانقلاب لم تفلح في منع المواكب من التجمع أو الإتجاه لمسارات المعلنة، وسط تفاعل كبير من المواطنين.

توقيت الموكب وعنوانه ربما كان السبب الإصافي لحشد السلطات الانقلابية لترسانة ضخمة من الجنود والآليات والقمع المفرط للثوار، لكنه أيضا كان الدافع لحرص كثير من الثوار على عدم التغييب عن المواكب.

“الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب”، هذه الرسالة هي الأهم من المشاركين في مواكب اليوم، ذهبوا بها إلى طريق القصر حتى يسمعها المتصارعون على ثروة الوطن وسلطته، غير مبالين بالقمع المتوقع والسحل المستمر للسنة الثانية منذ انقلاب 25 أكتوبر، كان الهتاف الثاني لهذا المواكب هو “ما بتحكم يا برهان لو نأكل عيش مجان”، وهو تأكيد آخر على تمسك ثوار البلاد بمدينة الحكم وبرنامج ثورتهم في 19 ديسمبر، مهما تطاول الزمن.

وقال أحد ثوار موكب اليوم المتجه من موقف (شيروني) إلى القصر إن “الجيش الواحد هو مطلب واح من بين مطالب الثورة، ولكنا نعلم بأنها جميعا لن تتحقق ما لم يغادر كل قادة الانقلاب المشهد، ويتسلم الشعب سلطته”.

الرسالة الأبرز لموكب اليوم ربما تمثلت في تأكيدها على سلطة الشعب ومطالبه بخروج جميع العسكريين من المشهد، وأيضا تأكيد أن لجان المقاومة وثوار ديسمبر لازالوا في الساحة، ولديهم القدرة على ترتيب صفوفهم والعودة إلى الشارع متى دعت الضرورة أو لاح خطر على البلاد.

ما قد يؤشر على نجاح مواكب اليوم هو عودة صوت الشارع ومطالب الثورة إلى الواجهة، بعد أن ظن البعض بنجاح سياسة عسكرة المشهد، واستسلام الشعب لها.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *