صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

الصحافة.. “ديوان” السودان الحديث ومستودع ذاكرته

تصوير: مصعب أبو شامة

شارك هذه الصفحة

بمناسبة افتتاح دارها بالخرطوم، عرضت نقابة الصحفيين السودانيين العمل الفني المصور (الدروب) وهو عبارة عن أوبريت غنائي مع (كولاج) لمشاهد سياسية وثقافية واجتماعية جسدت واقع الحياة العامة كما وثقتها الصحافة السودانية لستين سنة ماضية.

وتقول ديباجة العمل إن: الدروب أوبريت غنائي وفيلم وثائقي موسيقي ذو طابع ميلودرامي، وهو محاولة لتوثيق مأزق الدولة السودانية منذ استقلالها وحتى تتويجها باعتصام القيادة العامة (أبريل 2019)، كحلم جميل، يجسد أقصى آمال السودانيين وأحلامهم بشكل بالوطن المنشود. الدروب، أغنية للسودان والسودانيين في كل مكان وزمان، دروب الماضي والحاضر والمستقبل، وتذكيرنا جميعا بأن الأمر بسيط للغاية”.

يتركب الفيلم، ومدت عرضه 22 دقيقة، من عناصر بصرية مختلفة مبنية من مواد أرشيفية ذات طابع سياسي وثقافي وفني واجتماعي، بالإضافة إلى عناصر جرافيك معالجة مع بعضها في شكل طبقات بصرية، مع مشاركة الموسيقين والمغنين: مازن حامد، حسام عبد السلام، سلافة إلياس، محمد عبد الجليل، الشاب أمير، محمد صغيرون، وهاني عابدين، أحمد كمال، محمد توفيق البرير، وماهر سامي، محمد عبد العزيز (سبكة)، وإخراج حسن زروق.

من حيث مادته، اعتمد عمل (الدروب) في مجمله على ما وفرته الصحافة السودانية، بأشكالها المتعددة، من إرشيف ضخم، يشير بوضوح إلى أهمية الصحافة السودانية في كونها الذاكرة الأقوى والأكثر تأثيرا في البلاد.

وفي الواقع، عرف السودانيون الصحافة قبل أكثر من 120 سنة، وليس غريبا أن تصبح سجلهم و(ديوانهم) كما جرت العبارة النقدية القديمة؛ فهي التي احتضنت أفكار المجتمع الحديث واهتماماته، ودونت كل تقلباته وتطوراته.

يعرض فيلم (الدروب) في ظل ثورة متعثرة وانتقال صعب يمر به السودان وما يزال يعرقله انقلاب وقع في 25 أكتوبر 2021، نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان. ولم تكن الصحافة استثناء من هذا التعثر، إذ تواجه بقوانين معيقة وبظروف اقتصادية بالغة الحدة، تتأثر بها أكثر من عشرين صحيفة وعشرات الإذاعات والقنوات التلفزيونية، وهذا الوضع أتاح فرصة لتمدد الصحافة الإلكتورونية والمواقع الإخبارية المنافس الجدي للصحافة الورقية المتدهورة.. وستكون هي الأخرى ذاكرة جديدة ودربا من دروب الديقمراطية في السودان.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *