مايقارب7 ملايين طفل بالسودان لايذهبون إلى الدراسة، بمعدل طفل من بين كل ثلاثة أطفال.فيما يوجد 12 مليون طفل مهددين بترك التعليم بسبب نقص المعلمين، حسب منظمة اليونسيف.
أوضاع قاتمة رسمها تقرير اليونسيف عن التعليم في السودان مما يدعو إلى دق ناقوس الخطر على مستقبل الأطفال بالسودان، والدخول في غابة الأسئلة: هل سيكون هناك جيل أمي؟ من المسؤول عن ذلك؟ هل سياسة الدولة تجاه التعليم سبب فيما وصل إليه حال التعليم اليوم؟ هل الحكومة تضع التعليم من بين أولوياتها في موزانتها العامة؟ هل التعليم نفسه من أولويات الأسر في ظل حالة الفقر وسوء التغذية، أم هناك أسباب أخرى لحالة التسرب؟
وبحسب تقارير فإن مخصصات قطاع التعليم في ميزانية 2022م تبلغ 0,8% من إجمالي الميزانية، وحوالي 80% من التعليم موازنة قطاع متكررة ومخصصة لرواتب المعلمين، وتساهم الأسر بشكل كبير في تكاليف التعليم، بما في ذلك السلع والخدمات وتكاليف رأس المال ورواتب المعلمين المتطوعين وتوفير الطعام للمعلمين والتلاميذ. وتسببت الأزمة الاقتصادية والتضخم المرتفع في انخفاض قدرة الأسر على تحمل تكاليف تعليم أنبائها.
أوضح الخبير التربوي، عبدالرحمن الدود، أن السودان، في إطار توفير التعليم العام للأطفال في سن المدرسة، من عمر 6 إلى 13 عاما، تمكن خلال الـ 10 سنوات الأخيرة من زيادة الاستيعاب إلى 47 % في التعليم قبل المدرسي، وحقق 73% في تعليم الأساس و40% في التعليم الثانوي، وفي مجال القضاء على التفاوت في التعليم بين البنات والبنين في فرص الالتحاق بالمدارس في مرحلة الأساس والثانوي، تحقق مؤشر تفاؤل بلغ 68 % في العام 2001م فيما وصل إلى 89% في العام 2019م.
ويضيف: برغم التقدم المحرز إلا أن التعليم العام في السودان ظل يعاني من وجود عدد كبير من الأطفال خارج سن المدرسة، في الفئة العمرية من 6- 18، لأسباب مختلفة، تتمثل في تدهور البيئة المدرسية، وضعف مخرجات وجودة التعليم، بالإضافة إلى عدم استقرار العام الدراسي وقلة الميزانيات المخصصة للصرف على التعليم من قبل الحكومة وشركاء التعليم.
وتشير اليونسيف إلى أن 12 مليون طفل في المدرسة لا يتعلمون المهارات الأساسية. فقد وجد أن 70% من سن 10 سنوات لا يستطيعون قراءة وفهم جملة بسيطة. ويعتبر الدود أن عدم جودة التعليم من أكبر الأسباب التي ساهمت في عدم تطور التعليم العام في السودان، بالإضافة إلى تكلفة التعليم للأطفال والمفاهيم والعادات الاجتماعية السالبة تجاه التعليم، وفقر البيئة المدرسية، وعدم تطوير المناهج، وعدم ملائمة الوسائل التعليمية للعصر، مؤكدا أن كل هذه العوامل أثرت على التعليم، وتسببت في وجود كثير من الأطفال خارج المدارس، خاصة في المناطق الريفية ووسط مجتمعات الرحل.
هناك نقص حاد في عدد المعلمين الذين يستوفون الحد الأدنى من متطلبات التدريس، وتتجاوز نسبته 25% في المدارس الابتدائية. وبحسب الخبير التربوي فإن معلومات الكتاب الإحصائي لوزارة التربية للعام 2019م، تشير إلى أن هناك 155 ألف و972 معلما بمرحلة الأساس، و52 ألف و110 معلما للمرحلة الثانوية، ويعتقد أن هذا العدد كاف مقارنة بعدد المدراس وعدد التلاميذ، لكنه يرى أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم التوزيع العادل للمعلمين في السودان، بجانب ضعف التدريب، وضعف الدعم الفني، مما أثر سلبا على مخرجات التعليم.
ويرى أن تحديات ومشاكل التعليم متعددة وتحتاج إلى حلول في مستويات مختلفة، تبدأ من المدرسة ثم المحلية إلى المستوى القومي، بالإضافة إلى ضرورة معالجة قلة الانفاق الحكومي على التعليم من قبل الدولة، وفق خطة وسياسات شاملة وتحليل للواقع مبني على معلومات حقيقية، كما يجب تطوير البرامج التعليمية المساندة للتعليم الرسمي والتعليم الإكتروني، وتوفير البدائل لتوفير فرص لتعليم الأطفال خارج المدرسة.