صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

كاميرون هدسون لـ”الحداثة”: الولايات المتحدة الآن أقدر على تطوير رؤية أوضح للنهوض بمصالحها مع السودان

كبير الباحثين في المجلس الأطلنطي الأمريكي

كاميرون هدسون

شارك هذه الصفحة

قال كبير الباحثين في المجلس الأطلنطي والدبلوماسي الأمريكي السابق،  كاميرون هدسون، إن النشاط الواسع للسفير الأمريكي جون غودفري، وسط مختلف مكونات الشعب السوداني، لم يكن تدخلًا في الشأن الداخلي، كما ذهب البعض، إنما يأتي هذا الحراك ضمن مهامه بقصد الاستماع إلى جميع الأطراف، لفهم التحديات.

وكاميرون هدسون، هو كبير الباحثين في المجلس الأطلنطي- أحد مراكز التفكير المهمة في الولايات المتحدة غير الحزبية المؤثرة في صناعة القرار- وهو مسؤول سابق  بالبيت الأبيض، في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، كما عمل في وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، وشغل منصب المدير السابق لمكتب المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان.

ونفي هدسون أن يكون توقيت وصول السفير الأمريكي إلى السودان يحمل مؤشرات داعمة للحكم العسكري الحالي في البلاد، مؤكدًا أن هدف واشنطن هو دعم الحكم المدني الديمقراطي، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الآن أقدر على تطوير رؤية أوضح للنهوض بمصالحها مع السودان ودعم تطلعات الشعب السوداني. “الحداثة” طرحت على هدستون حزمة تساؤلات بشأن مهمام السفير الأمريكي وما يصاحب ذلك، من جدل واتهامات، فماذا قال؟

*منذ تسلمه مهامه انخرط السفير الأمريكي جون غودفري في نشاط ولقاءات محمومة لم تستثني أحدًا- عسكريون ومدنيون ونازحون وشباب وفنون وطرق صوفية وأسر سودانية..إلخ- ما جلب إليه كثير من الانتقادات.. كيف تقرأ هذا الحراك؟

-هذا هو دور السفير. الاستماع إلى جميع الأطراف، لفهم التحديات. لقد كان تمثيل الولايات المتحدة ناقصًا في السودان لسنوات عديدة ولذا لدينا الكثير من الوقت الضائع للتعويض والكثير من العلاقات التي تحتاج إلى بناء مع شعب السودان. يتوقع شعب السودان الكثير من واشنطن وسفيرها. لقد تقدمت واشنطن بمطالب كثيرة ولعبت دورًا مؤثرًا ، وهو دور لم يفيد الناس دائمًا.

*وبالتالي تأتي هذه التحركات المحمومة من غودفري.. أليس كذلك؟

– يجب أن يستمع السفير الآن إلى هذه المخاوف. أعتقد أنه يفعل ذلك ويعطي الجميع فرصة لسماع صوتهم.

-برأيك..هل تمتلك الولايات المتحدة حاليًا رؤية واضحة للتعاطي مع السودان حاليا؟

-بالتأكيد. أعتقد أننا الآن قادرون على تطوير رؤية أوضح للنهوض بمصالحنا ودعم تطلعات الشعب السوداني الآن بعد أن أصبح لدينا سفير. لقد قال محقًا إن أولويتنا الأولى هي استعادة الحكم المدني في البلاد. لا يمكننا فعل الكثير حتى يحدث ذلك. لا يمكننا مناقشة إعادة الإقراض أو المساعدة الإنمائية وإصلاح الاقتصاد وإصلاح قطاع الأمن. لا شيء حتى يعود المدنيون إلى السلطة. هذا هو الهدف ويجب أن يتم بطريقة شفافة وشاملة. يجب أن تنتهي أيام صفقات النخبة، في وقت متأخر من الليل، في منازل رجال الأعمال الأثرياء.

*لكن توقيت ارسال واشنطن للسفير جون غودفري، يبدو وكأنه خطوة داعمة للحكم العسكري وبالتالي فإن الأولوية لها هي ليست استعادة الحكم المدني؟

غودفري والبرهان

-وصل السفير غودفري في لحظة مهمة في تاريخ السودان، لكن توقيت واشنطن لم يكن مقصودا. تذكر أن وزير الخارجية بومبيو أعلن في عام 2019 أنه سيرسل سفيراً إلى الخرطوم. نظرًا لبطء عمليتنا، فقد استغرقنا ما يقرب من 3 سنوات لإرسال شخص ما. ولكن الآن بعد أن أصبح هناك فلديه الفرصة لإحداث تأثير تاريخي على البلاد.

*إذًا توقيت وصول السفير لا تريد الولايات المتحدة من وراءه إعطاء انطباع داعم الحكم العسكري الحالي في البلاد؟

-لا أعتقد أن واشنطن تنوي إعطاء الانطباع بأننا ندعم الجيش لأن الأمر ليس كذلك. يقول المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا أن هدفنا هو الحكم المدني. لكن الولايات المتحدة تدرك أيضًا أن السودان في وضع محفوف بالمخاطر مع توترات بين فصائل الأجهزة الأمنية، وتوترات مع السياسيين والمتظاهرين. أعتقد أن الناس يدركون أننا بحاجة إلى دعم الانتقال لكن لا يفعلوا ذلك بطريقة، مثل بياناتنا العامة، التي يمكن أن تخلق المزيد من التوتر.

بشكل عام، يمكنني أن أقول بقدر ما نحتاج إلى دعم التغيير، هناك أيضًا مبدأ “عدم إلحاق الضرر”، والذي يبدو أن واشنطن تحاول اتباعه أيضًا.

*يلاحظ أن السفارة الأمريكية في الخرطوم هي الأضخم في أفريقيا.. برأيك ما الأهداف البعيدة منها؟

-تتمثل الأهداف طويلة المدى في رؤية سودان مستقر وسلمي ومزدهر لجميع السودانيين.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *