صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

الافق متلبّد بالتحديات.. ما الذي يدفع “فولكر” للتفاؤل؟

فولكر بيرتس

فولكر بيرتس

شارك هذه الصفحة

اعرب رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس”، فولكر بيرتس، عن تفاؤله بان تفضي العملية السياسية الجارية الى حل سياسي للازمة السودانية والى مرحلة انتقالية جديدة يتم فيها تشكيل حكومة انتقالية بقيادة مدنية.  

 يبني فوكر بيرتس تفاؤله على مؤشرات يراها بعين دبلوماسية عليها ان تظل ممسكة بخيوط التفاؤل دوما، والا لاسهمت في انهيار السقف، فهو يرى بعد مرور اكثر من ستة اسابيع على توقيع الاتفاق الاطاري، واكثر من اسبوع على ورشة تقييم عمل لجنة تفكيك نظام الـ30 من يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة،  “ان الامور تسير ببطء، ولكن تسير على المسار الصحيح”، وفقا لمقابلة مع مركز “أخبار الأمم المتحدة” نشرت أمس.

واحدة من مؤشرات تفاؤل بيرتس وجعلته “متحمسا بشكل إيجابي جدا”، جدية النقاش والتعاطي بين السودانيين والسودانيات في مؤتمر خريطة الطريق للجنة ازالة تمكين نظام الـ30 من يونيو، قال موضحا: “الكل كان يحترم بعضه البعض. وكانوا يحترمون الرأي والرأي المخالف. وكان هناك بعض النقد الذاتي للتجربة السابقة للجنة فك النظام القديم. فهذا الأمر مهم ويبشر بالخير للمرحلة الانتقالية الجديدة”.

يقر فولكر بيرتس  بوجود معارضة للاتفاق الإطاري، لكنه يرى انه يحظى بقبول “يتزايد أكثر وأكثر”، ويقول في ذلك “اذا رأينا في الاسابيع الاخيرة فان عددا متزايدا من القوى السياسية والمدنية اتصلت بنا وقالت لنا انها ستوقع على هذا الاتفاق. ما يعني ان القبول يتزايد أكثر وأكثر”.

سيتضمن “القبول المتزايد” بالنسبة لفولكر حركات الكفاح المسلح التي ترفض التوقيع حاليا. يقول “نحن ما زلنا متفائلين بانها (الحركات الموقعة) في النهاية ستسير مع العملية السياسية لان من مصلحتها ان تكون موجودة وان تشارك في حكومة جديدة وتخطيط جديد لمرحلة انتقالية جديدة”. واستدرك قائلا: “لكن المهم ايضا ان تكون هناك مشاركة واسعة للقوى المدنية من كل البلد”.

اجتماع الالية والحرية والتغيير-ارشيف

في الوقت الذي يبدي المسؤول الاممي تفاؤلة بنجاح العملية السياسية، كانت شوارع الخرطوم تشهد عنفا مفرطا (الثلاثاء) في مواجهة متظاهريين سلميين، على ذات السياق الذي كا قبل توقيع الاتفاق الاطاري، هنا قال بيرتس “يجب علينا أن نكرر أن حماية المواطنين من العنف هي مهمة الدولة”. وأضاف “نحن نستطيع أن نقدم مساعدات فنية من خلال وحدة الشرطة التي تساند الشرطة السودانية، ولكن هي وحدة فنية لا يزيد عدد أفرادها عن 30 شخصا لكل البلد”، وتابع “أكرر، في النهاية فإن حماية المواطنين تتوقف على وجود دولة ذات مصداقية في كل مناطق البلد”.

يرفض المتظاهرون الذي ينزلون الى الشوارع وفق جدول شهري، اية تسوية مع المكون العسكري، ويطالبون باسقاطه واقامة حكومة مدنية ديمقراطية جريا على ما رسمته ثورة ديسمبر من خارطة للانتقال الديمقراطي، وتتفاوت هذه القوى الرافضة بين لجان المقاومة –الفاعل الرئيس- وقوى سياسية وثورية مؤثرة، ما قد يرشح وجودها خارج الاتفاق الاطاري العملية السياسية برمتها الى الانتكاس.

كذلك، تشكل ازمة الثقة بين المدنيين والعسكريين من جهة، وبين القوى المدنية نفسها من جهة ثانية وحتى بين قوى عسكرية وحركات الكفاح المسلح، من جهة ثالثة، ايضا، احدى ابرز العقبات امام العملية السياسية. يقر بيرتس بتلك العقبة لكنه يعتبرها امر طبيعي، وبالنسبة له فان الحل هو انطلاق العملية السياسية اولا ثم معالجة ازمة الثقة الماثلة.

 يقول فولكر في ذلك، “هذا الشيء طبيعي، فنحن نعمل في سياق صراع سياسي حاد. ولا نستطيع الانتظار حتى تاتي الثقة لنبدا العملية السياسية لاحقا. فالعكس صحيح. يعني انت بحاجة الى ان تعمل وتنخرط في عملية سياسية كي تبني الثقة بين الاطراف عن طريق البحث عن حلول مشتركة”.

وأضاف “صحيح أننا ننادي أيضا بالقيام ببعض الإجراءات خاصة لإعادة بناء الثقة في نطاق السماح للحق بالتظاهر السلمي دون استخدام العنف ضد المتظاهرين والتنسيق بين المتظاهرين والشرطة وما الى ذلك، هذا مهم جدا وايضا اطلاق سراح المعتقلين وغير ذلك من المسائل من هذا القبيل”.

الآن يبرز الجانب الاقتصادي والمعيشي كآلة ضغط قوية، باتت تتزايد معه رقعة الاضرابات يوما بعد الاخر، فالمعلون حاليا في اضراب شامل سيستمر حتى نهاية الشهر، وأساتذة الجامعات في اضراب مفتوح، وكذلك العاملين بالهيئة العامة للارصاد الجوية والضرائب ووزارة التجارة وغيرهم، ما قد يسهم في توسيع قاعدة الرفض للتسوية الجارية ببطء منذ اكثر من شهر، هذا فضلا عن السيولة الامنية التي سادت البلاد.

في المحصلة يرى فولكر بيرتس ان الاتفاق الاطاري خطوة لتشكيل حكومة مدنية جديدة وعلى هذه الحكومة مهمات محددة جدا. “فهي ستكون حكومة انتقالية بتفويض محدود وواضح”.

وبالنسبة له، على الحكومة المقبلة ان تنظر (الى) وتعالج الوضع الاقتصادي الاجتماعي في الدرجة الاولى، تراعي تنفيذ اتفاق جوبا بكامل ابعاده،  ان تدخل في مفاوضات مع الحركات التي لم توقع على اتفاق سلام الى حد الآن، واخيرا، ان تحضّر للانتخابات لتنتهي المرحلة الانتقالية بانتخابات نزيهة، فتبدا بعد ذلك مرحلة ديمقراطية كاملة”.   

فهذا الشعب السوداني-يقول فولكر- كان صبورا جدا، فنسأله أن يحافظ على الصبر لدعم كل من يبحثون عن تسوية سلمية لهذه الازمة. 


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *