صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

دورات مياه مجلس الآداب والفنون من وجهة نظر الثورة

شارك هذه الصفحة

هل سنُفلح في إنقاذ الدولة السودانية من براثن العدم، وحل مشبوكها، إذا أوصلت الصحافة رسالتها – مثلاً – إلى المسؤول الأول عن دورات المياه المجلس بالقومي لرعاية الآداب والفنون المُهمَلة إهمالاً مُقذِعاً، والذي هو الآن – بحسب منصبه – الوزير المكلف من السلطة الانقلابية برعاية الثقافة؟!

وأنشئ المجلس في بداية السبعينيات باسم المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون، وفي 1991م غيّر نظام الإنقاذ اسمه إلى الهيئة القومية للثقافة والفنون، وتم استبداله في 1999 بالمجلس القومي للثقافة والفنون.

يقول الصحفي حسن فاروق ضمن نقاش دار في أروقة المجلس أثناء فعالية مفروش الأخيرة، والتي امتدت لأربعة أيام متتالية: “إننا نسعى لإسقاط المنظومة كلها، وتنبيه الوزير في هذه الحال لا يجدي في ظل ظلام الدكتاتورية”.

لكنّ مرتادي المجلس يشهدون أن دورات مياه المجلس ظلت على حالها منذ أكثر من عشرين عاماً، تمتلئ بالمياه الآسنة فيما ينعدم من حنفياتها الماء اللازم لقضاء الحاجة؛ ولم يستطع حتى المسؤولون في الانتقالية التي جاءت بعد خلع البشير إقالة أذاها عن مرتاديه.. فأي إهانة تلك التي ظلت تقدمها أنظمة الحكم، بديمقراطياتها ودكتاتورياتها وفتراتها الانتقالية، لأرباب الآداب والفنون؟!

ومؤكد أن ما خفي في أروقة المجلس – والحال كهذا – أفدح!

يقول الصحفي بشير أربجي، وهو أحد حضور الفعالية، إن المسألة لا تحتمل التأجيل، وإنه من أبسط البدهيات في الحياة العناية بمثل هذا النوع من المرافق.

قد يذهب قائل أيضاً، إلى أن هناك قضايا أكبر، لكن كيف ستحل الدولة هذه القضايا إن أعجزتها مسألة هي من البداهة بمكان؟!

يقول قائل آخر ساخراً: “ربما كان عجز الأمين العام، والذي عُيّن بعد سقوط البشير – في الحادي عشر من أبريل بعد ثلاثين عاما حسوماً – عن إقالة أذى تلك الدورات هو السبب الأساسي في تقديم استقالته؟!”.

صورة من أروقة المجلس 2020

يقول الشاعر بابكر الوسيلة لـ”الحداثة”: “إن المسألة جزء من كلِّ، فإهمال الثقافة، والفنون والآداب، ينطبع على مرافقها التابعة للدولة، ولقد ظلت السلطات في مختلف العهود تحافظ على الدور الديواني لمرافق الآداب والفنون، دون أداء دورها المنوط بها، فما ينطبق على المجلس القومي لرعاية الآداب والفنون، ينطبق كذلك على كلية الفنون الجميلة وكلية الموسيقى والمسرح، والمسرح القومي”.

لا جدال إذن، في أن العناية بدورات المياه والمرافق العامة – بالنسبة للدول – أحد مظاهر وجودها، وقبل ذلك أحد واجباتها التي لا غنى عنها؛ وستكون – بهذه الحال – أول علامات سقوط نظام كامل وتأسيس آخر.


شارك هذه الصفحة

1 thought on “دورات مياه مجلس الآداب والفنون من وجهة نظر الثورة

  1. ذكرني التحقيق بتجسيد كاريكاتيري لمقطع الشاعر البردوني الذي يقول فيه:
    -إلى أين يا براميل القمامة؟
    قالت : إلى دور الثقافة😸

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *