¦إلى شكَّاك¦
[قتلَهُ البُورجُوازيُّون الصِّغارُ لمَّا تضاحكوا سخريَة من مرضِهِ،
ومـن ضـعفه الانسـانِي، فهُـرِعَ إلـى الجـازِ، يســكــبُه، وهُـم نيـامٌ،
على الجَّسدِ الواهي، ويشعلُ عودَ الثِّقابِ، لينفجـرَ معَ الفجرِ..
شَظَايَا]!
تتوهَّجُ
الأزهارُ
بالشَّذى
في
كُمِّها،
تتوهَّجُ
الأسرارُ
فِي عتَمَاتِ بئرها العميقة.. بالغَرَابةْ،
تتوهَّج الأنهارُ..
لحظةَ العِناقِ
بالتَّنائي،
والباشقُ، في تحليقه الجَّسورِ، بالعِنادْ
وأنتَ،
واهٍ أنتَ،
في جحيمِ الحقِّ، بالرَّدى..
وبالأصفادْ!
يا عِمْ مساءً يا توهُّجَ النُّور البليغِ
حينَ تُظلِمُ الأجسادْ،
ويا صفيَّ النَّارِ
لمْ تهُبَّ من حقولِ الفعلِ..
ريحُهم
وإنما هبَبْتَ أنت، عاصِفاً،
من أوَّل الحريقِ..
حتَّى آخرَ الرَّمادْ،
مُجَلبَباً
فِي
ألسُن
اللَّهبِ
الحِدادْ،
وصافِراً،
فِي الليلِ،
كالقذيفةِ،
رافلاً فِي هالةِ االشَّرَرِ الكثيفةِ،
ناشِراً فِي الأفقِ المعتمِ..
ضوءَك
الفُسفوريَّ،
نافِضَاً عنكَ
ـــ مرَّةً وللأبَدْ ـــ
مذلَّةَ الجَّسَدْ
إذْ يستحيلُ قَوْقَعَةً للوَهنِ المُميتِ،
الألمِ
المُمِضِّ،
وإذْ يعلوكَ، وإذْ يدْنُوكَ،
وإذْ يضربُ حولَ روحِكََ..
الأسوارْ،
فيستحيلُ الانتِحارْ
لغةً
تستكملُ شهوتَها..
بالانفِجار!
يَا عِمْ
صباحاً
أيُّها
المُنسَرِبُ،
الآن،
عبرَ
السَّقفِ
والجِّدار
أمضَّكَ التطوافُ..
بين الصَّبر والمجازفةْ
وهأنت ذا تعودُ بالعيونِ الواجفةْ
وبالأصابِعِ الثَّابتةِ المُرتجفةْ
تمدُّّ سُلَّماً..
إلى أعلى شُرفاتِ هذا العالمِ المنهارْ
وإذْ صادفتَ حُلمكَ القديمَ
حُلمكَ الكظيمَ
حُلمكَ
الهشيمْ
خلعتَ عنكَ بُردةَ التَّردُّد، ارتديته..
عباءةً وهَّاجَةً، وفوقَ مقعدِ الشَّهادة
استويتْ!
شظيَّةً
شظيَّةً
صعدْتَ فانتشَيْتْ،
ولمْ يعُد لنا سواكَ منكَ، رَعْدَةً..
نحسُّها
ـــ يقفُّ شعرُ الجِّلدِ ـــ
ندركُ من هَوْلِها.. هَوْلَ مَا سَمعتَ،
وهَوْلَ مَا رأيْت!
1977م
اللوحة: للفنان حسن موسى، “الدفن” ٢٠٢٣م، زيت على قماش مطبوع. على أثر كارافاجيو. العنوان بالإنجليزي أعلى الصورة: Thé entombment of a KOL (key opinion leader)