صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

شرق السودان.. تجمع جديد يدعم المنبر التفاوضي المنفصل

شارك هذه الصفحة

دعا تجمع جديد لأحزاب (مؤتمر البجا) إلى تخصيص منبر تفاوضي منفصل لقضايا الإقليم التاريخية بمشاركة جميع قواه، بدلا عن ورشة كانت قد اقترحتها قوى الحرية والتغيير، مشددا أنه لن يسمح بتكرار خطأ اتفاقية سلام جوبا (أكتوبر 2020) ومسار الشرق الذي اتسم بقصور في المضمون وتغييب اصحاب المصلحة.

ودعوا إلى منبر تفاوضي منفصل يشارك فيه جميع أهل الشرق بكل أطيافهم، وعدم تكرار خطأ مسار الشرق، عبر التعامل بسطحية مع قضايا الإقليم التاريخية، مشددين على رفض بيع أو إيجار سواحل البحر الأحمر لأي جهة أجنبية أو وطنية، وعلى ضرورة إنقاذ العدالة الانتقالية.

ووقعت الحكومة الانتقالية المنقلب عليها اتفاقية سلام مع حركات مسلحة في دارفور، بجانب فصائل من أقاليم أخرى كانت متحالفة معها في إطار الجبهة الثورية، وتضمن الاتفاق مسار خاص بشرق السودان.

ودشنت أمس، الخميس، 5 من فصائل من حزب مؤتمر البجا، تجمعا يهدف لملء الفراغ السياسي في الشرق، والتعامل مع التحديات والمخاطرة التي تواجه مواطنيه في ظل الصراع السياسي الحاد والتدخلات الدولية على أرض الإقليم.

وتعهدت الفصائل على العمل من أجل “تفكيك المركزية القابضة”، لصالح النظام الفيدرالي الحق الذي يمكن جميع الأقاليم من الاستفادة من مواردها، ويمكن أهلها من إدارة شؤونهم.

واختارت الفصائل، وهي مؤتمر البجا المكتب القيادي، مؤتمر البجا التصحيحي، مؤتمر البجا المعارض، مؤتمر البجا الحرية والتغيير، مؤتمر البجا التاريخي، قيادة للتجمع الجديد تضم د. أبو محمد أبو آمنة رئيسا، د. عثمان فقراي في موقع نائب الرئيس، ود. طه بدوي نائبا ثانيا، ود. موسى سيدي أمينا عاما، ومحمد مختار شيخو نائب للأمين العام.

تاريخيا، تأسس مؤتمر البجا في العام 1957 ‪بقيادة الراحل الطبيب طه عثمان بلية، من أجل التصدي لقضايا انعدام التنمية والفقر في الشرق، وشارك في كل الانتخابات التي جرت في السودان

وبعد انقلاب الإنقاذ في العام 1989، تم حل الحزب أسوة ببقية الأحزاب السياسية، وشارك معها في تأسيس (التجمع الوطني المعارض) في أسمرا العام 1993.

واتجه حزب موتمر البجا للكفاح المسلح ضد النظام البائد مطلع التسعينيات، انطلاقا من قواعد داخل الأراضي الإريترية، قبل أن يوقع في 2006 اتفاق سلام مع حكومة الإنقاذ بوساطة إريترية بمعزل عن تحالف المعارضة السودانية بالخارج.

وبمقتضى اتفاق السلام شارك الحزب في الحكومات المتعاقبة تحت قيادة المعزول عمر البشير، لكن الانشقاقات ضربت الحزب على خلفية عدم الالتزام بتنفيذ أغلب نصوص الاتفاق، وأبرزها التنمية وملف الدمج والتسريح وإنفاذ العدالة في ملف شهداء بورتسودان 2005 . 

ويقول المحلل السياسي محمد عبدالرحمن إن إعلان التجمع يمكن أن يفتح الطريق لوحدة قوى الإقليم السياسية والمدنية، شريطة أن ترتفع بقية الفصائل إلى مستوى التحديات التي تواجه السودان بأكمله لا الشرق فقط.

وقبل سقوط النظام البائد، شهدت الساحة السياسية عشرات الفصائل التي تحمل اسم مؤتمر البجا، بعضها تحت قيادة مقاتلون من مرحلة الكفاح المسلح.

وبينما فضل الفصيل الرئيس بقيادة مساعد البشير السابق موس محمد أحمد، عدم الابتعاد عن النظام حتى سقوطه، نظمت قطاعات واسعة من عضوية الحزب نفسها، وشاركت في الثورة، لتحمل لاحقا مؤتمر البجا الحرية والتغيير بقيادة الراحل عبد الله موسى.

ويهدف التجمع بحسب مؤتمر صحفي إلى تقديم رؤية حاكمة لمستقبل شرق السودان، خلال المرحلة المقبلة، من خلال الحوار مع الوساطة الأممية والإقليمية، بمعزل عن المشاركة في الاتفاق السياسي الإطاري الموقع بين المدنيين وقادة الانقلاب، مع أنهم يدعمون الحوار الجاري.

وقال قادة التجمع إن سيعملون على بناء جبهة واسعة، تضم كل كيانات وأحزاب شرق السودان، من أجل العمل سويا من أجل حل أزماته.

كما دعوا أيضا إلى توحيد جميع تيارات مؤتمر البجا، ولم الشتات ومعالجة الفراغ السياسي، والتعامل مع كل المتغيرات التي صاحبت انقلاب 25 أكتوبر، من مهددات أمنية وتدخلات إقليمية زادت من حدة الصراع وحجم المخاطر.

وأشارت القيادات إلى الدور التاريخي للبجا في حماية السودان ووحدة أراضيه ورفضه الأصوات الانفصالية، مؤكدة أنها لن تسمح بعسكرة الإقليم.

وأعرب عبد الرحمن عن خشيته من تدخل أطراف في السلطة وخارجها، “أدمنت نهج تفكيك وتقسيم القوى السياسية والمدنية في الإقليم”، بهدف أضعافها لتمرير مخططات تخدم مصالح خاصة.

ويضيف عبد الرحمن: “من دون وحدة سياسية وبرامج متفق حولها وتحوز رضا المواطنين في الشرق، ستستمر تلك الأطراف في تفكيك المجتمع وتقسيم القوى السياسية والمدنية”.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *