قابلت قوات الشرطة والقوات الأمنية، متظاهرون خرجوا إلى الشوارع في العاصمة الخرطوم، اليوم الأربعاء، بالقمع المفرط، واطلقت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية بكثافة، واستخدمت خراطيم المياه.
وتزامنت التظاهرات مع وصول 6 مبعوثيين دوليين من الدول الغربية بجانب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إلى الخرطوم وهدف المتظاهرون لاسماع صوتهم للمجتمع الدولي.
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالتدخل الأجنبي لدعم قادة انقلاب 25 أكتوبر عبر تسوية سياسية ترعاها الأطراف الدولية. وتحركت مواكب المتظاهرين من محطة (باشدار) وموقف (جاكسون) بالخرطوم صوب القصر الجمهوري، قبل أن تواجههم قوات الشرطة بالعنف المفرط، مستخدمة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص المطاطي.
وكانت لجان المقاومة بالخرطوم أعلنت عن تغيير وجهة موكبها، أمس الثلاثاء من الخرطوم إلى أمدرمان، الذي شهد عددا من الإصابات، وطبقا للجنة الأطباء المركزية فإن حصيلة الإصابات ليوم أمس بلغت 7 أصابات.
وقررت لجان المقاومة تسير موكب اليوم الأربعاء بعد مشاورات ليتزامن مع زيارات لـ6 مبعوثين من دول أوربية للخرطوم، بجانب زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف.
وتشهد الخرطوم هذه الأيام زيارات مكثفة لسفراء ومبعوثين لدول أوروبية. وقالت لجان المقاومة في تعميم صحفي: “وجهتنا القصر الجمهوري لإخبار الوفود القادمة إلى البلاد أنّ الثورة لن تهدأ ولن تستكين حتى تعليق كلّ القتلة، صغارهم وكبارهم، على المشانق”.
وفي الوقت الذي تتحرك فيه القوى الثورية في السودان لإسقاط انقلاب 25 أكتوبر، بالمقابل ينشط المجتمع الدولي لايجاد تسوية سياسية بين المدنيين والعسكريين، عبر مفاوضات متعثرة وسط تجاذبات وخلافات، أصبحت أكثر حدة وتعقيدا، زاداتها الزيارات المكثفة التي وصلت الخرطوم ودخلت في مناقشات مع قادة الانقلاب.
ولدى الوفود التي وصلت الخرطوم رغبة ملحة لإنقاذ الاتفاق السياسي الإطاري الموقع بين قوى الحرية والتغيير وقادة الانقلاب، خاصة بعد تصريحات قائد الانقلاب ليشمل الاتفاق أكبر عدد من المكونات من القوى المدنية، وفي ذلك إشارة إلى ضرورة فتح الباب لانضمام عناصر مدنية داعمة لانقلاب 25 أكتوبر.
وأكد ممثلو ومبعوثو كل من فرنسا، النرويج، ألمانيا، المملكة المتحدة، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية دعمهم للاتفاق السياسي الإطاري باعتباره الأساس الأمثل لتكوين الحكومة المدنية. وأشاروا إلى عودة الدعم المالي حال تكوينها.
وأعلنت لجان المقاومة أنها ترفض أي ترتيبات يتم التوصل إليها بين الأطراف المتصارعة حول السلطة، وظلت تطالب بعودة الجيش إلى الثكنات وحل مليشيا الدعم السريع، والوصول لحكومة مدنية بصلاحيات كاملة.
وقال ياسر، وهو أحد المشاركين في موكب اليوم، إن واقع التدخلات الدولية في السودان وتأثيرها على قادة الانقلاب وكل الأطراف المشاركة في عملية التسوية، لا يمكن السكوت عليه، لأنه ليس في مصلحة السودان ولا شعبه.
وقلل من إمكانية تحقيق أهدافها في ظل رفض قوى الثورة، بما فيها لجان المقاومة، وقال إنها لن تصبح التدخلات طوقا لنجاة قادة الانقلاب من المحاسبة على الجراىم التي ارتكبوها في حق الثوار وحق الوطن.
وتوقع ياسر استمرار مواكب رفض التدخلات الدولية المنحازة للانقلاب حتى إيقافها، طالما أنها تقف أمام تطلعات الشعب السوداني.
وأضاف: “المشاركة الكبيرة اليوم تعكس مدى وعي شباب لجان المقاومة بالقضية التي يموتون من أجلها، والمسؤولية الملقاة على عاتقهم”، مشددا على أنهم خرجوا في الموكب إنابة عن الشعب السوداني “الذي لا يحترمه المتصارعون على أرضه وموارد”.