صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

قادة إفريقيا يستهلون قمتهم الـ36 بالدعوات لمقعد دائم بمجلس الأمن الدولي

فكي وغوتيريش

فكي وغوتيريش

شارك هذه الصفحة

استهل قادة افريقيا، قمتهم الـ36 المنعقدة السبت، بمقر الاتحاد الإفريقي في أديس أبابا، بدعوات لمنح قارتهم مقعدا دائما بمجلس الأمن الدولي، لكن الصوت الافريقي الذي أطلق هذه المرة، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لا يبدو أنه ستجد أذنا صاغية على وجه السرعة، فهذه ليست المرة الأولي التي ترتفع فيها أصوات الأفارقة، ومع ذلك، فإن القطرات الصغيرة قد تصنع جدولا في خاتمة المطاف.  

وتطالب افريقيا بان تكون العضو الدائم رقم 6 بمجلس الأمن الذي يتالف من 15 عضوا، خمسة منهم دائمون ولديهم حق النقض (الفيتو) هم: الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.

ويستند القادة الأفارقة في مطالباتهم على أن قارتهم هي صاحبة 54 دولة وبالتالي فهي الأكبر نسبة من بين قارات العالم في الجمعية العمومية للامم المتحدة، بنسبة 28 في المائة، وتشكل القضايا فيها الأكثر الحاحًا وأنها تبذل جهودا كبيرة تجنب العالم تداعيات أزماتها.

وفي السياق، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في كلمته أمام القمة إلى منح إفريقيا مقعدا في مجلس الأمن الدولي، وأشار إلى الدور الرائد للقارة في حل القضايا العالمية.

وقال “إن إفريقيا اليوم في طليعة حل القضايا العالمية الأكثر إلحاحا، بما في ذلك حل النزاعات وحماية البيئة والطاقة الخضراء”، مشيرًا إلى أن إفريقيا رائدة على مستوى العالم في مجالات مهمة للبشرية، لذلك حان الوقت للاعتراف بدورِها.

 وقال “أود أن أغتنم هذه الفرصة لإسماع صوتي مرة أخرى، حتى يكون لإفريقيا عضوية دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.”

لم يقتصر طلب آبي أحمد على مقعد مجلس الأمن الدائم، ولكنه طالب أيضا أن تكون إفريقيا ممثلة في مجموعة السبع ومجموعة العشرين والهيئات الدولية الأخرى.

تبون

من جانبه، جدد الرئيس الجزائرى، عبد المجيد تبون، التزام بلاده وتمسكها بالحق المشروع لإفريقيا في الوصول إلى العضوية الدائمة بمجلس الأمن الأممي، مؤكدا مواصلة العمل دون هوادة من أجل إعلاء صوت القارة ومطالبها المشروعة.

وشدد تبون في كلمة له في اجتماع لجنة العشرة للاتحاد الإفريقي المعنية بإصلاح مجلس الأمن للأمم المتحدة، على هامش القمة الـ36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي،على ضرورة تمكين القارة الافريقية من الظفر بمقعدين دائمين في مجلس الأمن ورفع حصة تمثيلها في المقاعد غير الدائمة بهذا المجلس من 3 إلى 5 مقعد وفقا لما ورد في “توافق إيزولويني” و”إعلان سرت”.

وأضاف تبون قائلا: “سنواصل العمل دون هوادة من أجل إعلاء صوت القارة ومطالبها المشروعة ولمعالجة الظلم التاريخي الذي تعرضت له قارتنا الإفريقية”.

لم يجد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بدًا غير دعم وجود ممثل عن الدول الإفريقية بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي كجزء من عملية إصلاحه.

وأكد في كلمته أمام القمة حاجة الدول النامية إلى أن يكون لها صوت أكبر بكثير في المؤسسات العالمية، بما في ذلك مجلس الأمن، قائلا: “يجب أن يكون لها (الدول النامية) صوت أكبر بكثير في المؤسسات العالمية، بما في ذلك المؤسسات المالية، مستشهدا بمجلس الأمن الدولي ونظام بريتون وودز بوصفهما مثالين نموذجيين، على عدم تمثيل إفريقيا بصورة كبيرة”.

وعلى هامش القمة، كشفت وزيرة خارجية جنوب افريقيا، ناليندي باندور، عن رغبة بلادها في الترشح للعضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي بعدما شددت في مطالبتها بالحق الافريقي في هذا المقعد.

وقال باندور في مقابلة مع وكالة أنباء “نوفوستي” الروسية  السبت: “بالطبع نود أن نتقدم بترشيحنا، وأنا على يقين من أن أي دولة أفريقية أخرى ترغب في نفس الشيء. في النهاية، علينا أن نقرر ماذا ينبغي علينا أن نفعل كأفريقيا في العموم، لأننا غالبا ما نتصرف ضد بعضنا البعض، ونتنافس جميعا على نفس الشيء، إلا أن إصلاح مجلس الأمن الدولي هو ما نود رؤيته أولا وقبل كل شيء، لأن المناقشات متواصلة منذ ما يزيد عن عقد”.

القمة الافريقية

ترى جنوب افريقيا بضرورة تثبيت إصلاحات في مجلس الأمن الدولي، وعلى وخصوصا في كيفية اختيار الأعضاء الجدد، والصلاحيات التي سيخول بها مجلس الأمن، وقالت وزيرة جنوب افريقيا: “ما لم يكن هناك نص مكتوب، فإننا لا نؤمن بفاعلية المناقشات، لهذا فنحن لسنا سعداء بما وصلنا إليه في الوقت الحالي”.

وفي وقت سابق، كرر رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فكي، طلب افريقيا بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، امام وزيرتي خارجية فرنسا، كاثرين كولونا، والمانيا، أنالينا بربوك، لدى زيارتهما مقر الاتحاد الافريقي باديس ابابا.

اعتبر فكي عدم وجود مقعد دائم لافريقيا في المجلس ظلما في حين 70% من عمل المجلس يتعلق بإفريقيا.

وحصد طلبه موافقة الوزيرتين الأوروبيتين بإجراء إصلاحات في مجلس الأمن الدولي من شأنها زيادة مقاعده الدائمة، وتخصيص مقعدين –بدلا من مقعد- لإفريقيا، حسب وزيرة الخارجية الأمانية، فيما قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، انه يجب تمثيل افريقيا بشكل افضل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. كما دعت إلى مكان للاتحاد الافريقي في مجموعة العشرين. 

في سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تاييده منح الاتحاد الافريقي عضوية دائمة مجلس الامن الدولي، مؤكدا دعمه لدور أفريقي أكبر على الساحة الدولية، وكشف بايدن انه يعتزم زيارة دول في افريقيا جنوب الصحراء، وقال بايدن لنحو 50 من القادة الأفارقة في القمة الامريكية الافريقية، “إن الولايات المتحدة ملتزمة تماما من أجل أفريقيا ومعها”.

وتشارك دول أميركا اللاتينية، القارة السمراء بذات حلم الحصول على مقعد دائم، وأيضا تطالب قارة آسيا بتوسيع حجم مشاركتها، بجانب الصين، وخلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سبتمبر الماضي، طالب رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، فوستين أرشانغ تواديرا، بـاصلاح عميق للأمم المتحدة، وزيادة عدد مقاعد الاعضاء بمجلس الامن، من اجل مشاركة اكثر انصافا واكثر تمثيلا للقارات جميعا .


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *