قالت دول الترويكا إنها قلقة إزاء استمرار قتل المتظاهرين السلميين في الخرطوم، وطالبت في بيان لها اليوم، الأربعاء، بألا يفلت الجناة من العقاب. وقالت إن مقتل الشاب إبراهيم مجذوب يعد رقم (125) منذ وقوع انقلاب 25 أكتوبر.
وتشهد شوارع العاصمة الخرطوم الآن تنفيذ حملة التصعيد الشامل وتتريس وإغلاق الطرق وحرق الإطارات التي دعت إليها لجان مقاومة ولاية الخرطوم احتجاجا على مقتل أحد الثوار الذين شاركوا في مواكب جرت، أمس الثلاثاء، برصاص الشرطة.
وبدأت بعيد الظهر حملة كبرى لتتريس أحياء وشوارع الخرطوم وحرق الإطارات، يخطط لأن تمتد ليومي الأربعاء والخميس، وشملت حتى الآن أحياء الخرطوم شرق وشرق النيل والحاج يوسف، والكلاكلات وأبو آدم جنوب الخرطوم، بجانب وسط مدينة الخرطوم بحري.
وتأتي حملة التصعيد بعد أعمال تصعيد متفرقة شهدتها أحياء العاصمة، أمس الثلاثاء، بعد إعلان مقتل الشاب إبراهيم مجذوب.
وأكد بيان صادر عن لجان مقاومة الخرطوم، صباح اليوم، أن البيانات الصادرة عن الشرطة بشأن الجريمة “مبطنة بالمبررات ومسوغات القتل، ولا تنم إلا عن نوايا الشرطة بإمعانها فى استرخاص الدم السوداني وإنتهاك حرمته”، مشيرا إلى أن “هذا النوع من البيانات ليس الأول ولن يكون الأخير من نوعه”.
وتفتح حادثة مقتل إبراهيم مجذوب المصورة ملف انتهاكات الشرطة السودانية تجاه الثوار السلميين في شوارع العاصمة ومدن الأقاليم الأخرى منذ وقوع انقلاب 25 أكتوبر.
وفي مارس من العام الماضي، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على شرطة الاحتياطي المركزي في السودان (وحدة شرطية سودانية)، متهمة إياها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان. وذكرت الخزانة الأميركية في بيانها بالخصوص أن شرطة الاحتياطي المركزي استخدمت القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين، المناهضين لانقلاب قائد الجيش.
وتشمل العقوبات الأمريكية تجميد أصول شرطة الاحتياطي المركزي السودانية، ووقف أي تعاملات تتعلق بها، ومعاقبة أي جهة أو شخص يحاول انتهاك تلك الإجراءات، كما تطال العقوبات أيضا الضباط والأفراد العاملين في هذه الشرطة.وشدد بيان لجان المقاموة على أنها “ستظل على الدرب ولن يثنيها القمع حتى يسقط الانقلابيون، وتبلغ البلاد رحاب الديمقراطية ومدنية الدولة ويقتص لدماء الشهداء”.
وأدت عملية قنص الثائر، إبراهيم مجذوب من قبل ضابط في الشرطة، أثناء مشاركته في مواكب 28 فبراير إلى حالة من الغضب في الشارع السوداني، وأضعفت من ثقة الفاعلين السياسين في الاتفاق السياسي الإطاري الموقع مع قادة انقلاب 25 أكتوبر.
وأعربت دول أعضاء الترويكا (سفارات النرويج والمملكة المتحدة والولايات المتحدة) عن قلقها العميق إزاء استمرار قتل المتظاهرين السلميين، وأشارت إلى مقتل إبراهيم مجذوب باعتباره القتيل رقم (125) منذ أكتوبر 2021. وأدانت بشدة “استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين السلميين”، وقالت “يجب ألا يفلت الجناة من العقاب”.