صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

لماذا غضب لافروف من وجود مبعوثين غربيين بالخرطوم؟

وزير الخارجية الروسي

وزير الخارجية الروسي

شارك هذه الصفحة

لم يكد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، تجاهل وجود فريق غربي من 6 مبعوثين خاصيين كانوا في الخرطوم تزامنا مع زيارته النادرة، ما جعله ينفث كثير من عبارات الغضب الصريحة والمستترة. بالنسبة للدب الروسي فإن حرب النفوذ والسباق على إفريقيا قد بلغت أوجها في الخرطوم وبالتالي فإن لقاء الروس والغرب لم يكن مصادفة وإنما لأن نقطة الالتقاء تشكل بالنسبة لهم جميعا ميدان المعركة الدبلوماسية الحاسمة، كيف؟

من الخرطوم، أنهى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الخميس الماضي، جولة إفريقية شملت عدة دول، هي ثاني جولة له في أفريقيا خلال أقل من شهر، في محاولة لكسر الحصار الغربي على بلاده بسبب حربها مع أوكرانيا، من ناحية، وخوض حرب أخرى لمقاومة التمدد الأمريكي –الأوروبي الساعي لضرب وتطويق مناطق النفوذ الروسي في القارة السمراء.

تعهدات لافروف التي أطلقها بعد مباحاثه في الخرطوم، جاء على وجه التعميم، بتأكيد “التعاون في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والإنسانية”، قبل الحديث عن الشركات الروسية التي تعمل في قطاع التعدين في السودان، ممتدحا التسهيلات التي تقدمها حكومة الخرطوم.  

حسب محللين فإن الأهداف الصريحة لوزير الخارجية الروسية من جولته الإفريقية هي بالأساس هزيمة النفوذ الغربي في القارة السمراء وليس الاستجابة لمطالب هذه الدول التي تنتظر الدعم والاسناد من العالم المتقدم لحلة قضايا تتعلق بالصحة والتعليم والتنمية وارساء حكم القانون والشفافية.

وذلك، ما كشفه الوزير الروسي فور وصوله إلى موسكو، الجمعة الماضي، حيث سارع إلى استضافة دبلوماسيين روس وإبلاغهم محصلة الجولة الإفريقية قائلا: “اليوم يمكننا أن نؤكد أن خطط الغرب لعزل روسيا من خلال فرض حصار علينا أخفقت تماماً”.

وأضاف: “على الرغم من المخططات المعادية لروسيا التي وضعتها واشنطن ولندن وبروكسل، فإننا نعزز علاقات حسن الجوار بالمعنى الواسع لهذا المفهوم مع أغلبية الدول”.

وبالتالي النتيجة: “إن جهود الغرب لعزل روسيا فشلت تماماً وإن موسكو تبني علاقات أقوى مع دول في إفريقيا والشرق الأوسط ومنطقة آسيا والمحيط الهادي، إلى جانب بلدان أخرى”، وفقا للافروف.

المبعوثون الدوليون في الخرطوم

في ختام زيارته إلى السودان الخميس الماضي، لم يكد لافروف تجاهل وجود المبعوثين الغربيين في الخرطوم، وهو ما كان مقلقًا له. قال في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني، علي الصادق “سمعت عن زيارة 5 أو 6 دبلوماسيين أوروبيين، وقد زارت هذه المجموعة موريتانيا أيضًا. وأضاف “على ما يبدو وكأن هذه المجموعة تقتفي أثرنا، حتى أن المبعوث جوزيف بوريل زار جنوب إفريقيا بعد زيارتنا”.

وشملت جولة لافروف إفريقيا مالي وموريتانيا، قبل وصوله الخرطوم مساء الأربعاء الماضي، مسجلا زيارة ليومين هي الأولى له إلى السودان منذ عام 2014.

بكلمات غاضبة، اعتبر وزير الخارجية الروسي، أن الزيارات والمجهودات التي يقوم بها الغرب هي من أجل ”مقاضاة روسيا” وتعني أنهم ليسوا على حق، وقال “إذا كانت نفس هذه المجهودات توجهت لتنفيذ اتفاقيات “مينسك-2” لم تكن لتبدأ العملية العسكرية الروسية”.

وكان قادة أوكرانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا توصلوا لاتفاق بمينسك عاصمة روسيا البيضاء في 12 فبراير 2015 يقضي بوقف إطلاق النار شرقي أوكرانيا وإقامة منطقة عازلة، وسحب الأسلحة الثقيلة.

في الخرطوم قال لافروف “إننا الآن نعرف أن اتفاقيات “مينسك 2”- لم تكن سوى واجهة لمنح الوقت لأوكرانيا للاستعداد للمواجهة”.

وبالتالي –بالنسة لوزير الخارجية الروسي- فإن الزيارات المكوكية للغرب إلى إفريقيا وإجبارهم الدول على تغيير مواقفها الحيادية في حرب أوكرانيا تؤكد على عدم إيمانهم بأي ديمقراطية وإلا لكانوا تركوا الدول تتبنى المواقف التي تريد.

في يناير الماضي، ابتدر لافروف جولة مماثة إلى القارة السمراء، شملت جنوب أفريقيا وإسواتيني وأنغولا وإريتريا، المجاورة للسودان.

وضمن أطر أخرى، تهدف زيارات وزير الخارجية الروسي إلى الترتيب للقمة الروسية – الأفريقية المقرر عقدها في سانت بطرسبورغ في يوليو المقبل. بعد أن كانت بلاده استضافت بمنتجع سوتشي في أكتوبر 2019، قمة “روسيا- أفريقيا” وقال حينها الرئيس فلاديمير بوتين، “إن التعاون مع الدول الأفريقية استراتيجي وطويل الأجل، وأن تنمية العلاقات مع دول القارة ومنظماتها الإقليمية، إحدى أولويات السياسة الخارجية الروسية”.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *