صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

الخرطوم.. هل تنجح خطة تجفيف صيدليات الامدادات الطبية؟

شارك هذه الصفحة

في الخرطوم، برغم نفي الصندوق القومي للامدادات الطبية معلومات تصفية صيدليات الامدادات بولاية الخرطوم، إلا أن معلومات مؤكدة لـ (الحداثة) تفيد أن الصندوق ماض في تصفية صيدلياته.

وقالت مصادر إن الصندوق أوقف طلبيات صيدلية (الشهداء أم درمان) بتاريخ 6 نوفمبرالماضي، بحجة أنهم لا يريدون مواقع مستأجرة، وأن اتفاقا مع إدارة الدواء الدائري باعتبارها ملك لوزارة الصحة الاتحادية، لكن لم يتم الاتفاق وتم اخطار الفريق العامل بالصيدلية بأنه سيتم الإغلاق بنهاية 2022م.

نتيجة لذلك القرار توقفت الطلبيات لصيدلية (الشهداء أم درمان) التي تغطي كل محلية أم درمان بجانب صيدلية السلاح الطبي، وكانت تعمل لـ 24 ساعة، وتم إغلاقها بتاريخ 20 ديسبمر الماضي وتحويل الأدوية إلى صيدلية أخرى.

وتشير المصادر إلى أن خطة الإغلاق مستمرة، حيث تم ايقاف العمل في صيدلية بحري (السهرة)، فيما تم تجفيف صيدلية السلاح الطبي بسبب عجز المستشفى عن تسديد مديونيتها، وبذات الطريقة التي اتبعت بصيدلية (الشهداء أم درمان) تم ايقاف طلبيات صيدلية الكلاكلة. وتوقعت المصادر أن يتم إغلاقها قريبا وبذلك تكون الامدادات أغلقت أكثر من نصف صيدلياتها بولاية الخرطوم .

وكان تجمع الصيادلة المهنيين اعتبر، في بيان له، أن إغلاق صيدليات الامدادات الطبية يعد جريمة وانتهاكا لحق دستوري للمريض. كما اعتبر الإجراء مواصلة للعمل الممنهج الذي يهدف لتدمير إرث وأهداف الامدادات الطبية وإفساح المجال لآليات (العرض والطلب) والتحكم في الدواء.

وقال الطبيب الصيدلي، فريد عبد الوهاب، لراديو دبنقا إن إغلاق الصيدليات يأتي في إطار تجفيف عمل الامدادات الطبية الصيدليات ورفع الدعم، مما يؤدي إلى تفاقم معاناة المواطنين.

وقال إن المواطنين لن يجدوا الدواء في الفترة الليلية؛ لأن صيدليات الامدادات الطبية هي الوحيدة التي تعمل ليلاً، وصيدليات الطوارئ في المستشفيات لا يتوفر بها عدد كبير من الأدوية.

وقال إن القرار يُمثل خطوة متقدمة في مسار زيادة المشقة والحد من الوصول للأدوية عبر زيادة تكلفة البحث عن الدواء والتقليل من نسبة التوزيع والوفرة الدوائية، وأوضح إن القرار ساهم في تفاقم اكتظاظ طالبي الخدمة في مكان واحد مما يحد من جودة الخدمة المقدمة باعتبار إن صيدليات الامدادات الطبية هي المصدر الوحيد لعدد كبير من الأدوية المُنقذة للحياة.

إلا أن الصندوق نفى في بيان تجفيف الصيدليات وقال إن “ما يجري ليس تجفيف كما ذُكر، بل هو توسيع لمنافذ تقديم الخدمة الدوائية عبر شراكة مع صندوق الدواء الدائري بولاية الخرطوم، واستجابة لتنفيذ السياسات الصحية القومية بدعم وإشراف من وزارة الصحة الاتحادية”.

وأضاف: “الذي تم بموجبه نقل تقديم الخدمة الدوائية في منطقة أمدرمان إلى صيدليتي الأطفال بمستشفى محمد الأمين حامد وصيدلية مستشفى البقعة الحكومية بدلاً عن صيدلية الشهداء المستأجرة، بينما ستقدم الخدمة الدوائية بالخرطوم عبر صيدلة المستشفى التركي وصيدلية مركز صحي أورتشي وصيدلية مستشفي التمييز بجبرة وصيدلية الشهيد الرئيسية بالامدادات الطبية، أما منطقة بحري ستقدم الخدمة عبر صيدلية مستشفى بحري”.

وتابع “يأتي هذا التقدم بعد أن بدأ الصندوق في تنفيذ سياسات النظام الصحي بالسودان والتي حددت الامدادات كوحدة مركزية لتوفير المنتجات الطبية للمؤسسات الصحية الحكومية بالكميات الكبيرة (الإجمالي) عبر الشراء الموحد ويقوم بتوزيعها للمستوى الثاني حيث تعتبر الولاية هي الجهة المسؤولة عن تقديم الخدمة الطبية وصرف الأدوية مباشرة للمريض عبر صيدليات المرافق الصحية وصيدليات المجتمع التي تتبع لها وهذا التزاماً بقانون الصندوق القومي للامدادات الطبية وانسجاماً مع السياسات الصحية القومية بالبلاد”.

وبحسب معلومات أن الامدادات الطبية نقلت كل فريق عمل صيدلية الشهداء والسلاح الطبي إلى صيدلية السجانة وسط توقعات بتصفية الكادر والتجديد لجزء منهم فقط والاستغناء عن الآخرين.

فيما انتقد تجمع الصيادلة المهنيين نفي الامدادات لما تداول عن اتجاهها لتجفيف صيدلياتها، وقال التجمع في بيان إن نفي الامدادات ليس سوى ذر الرماد في العيون وتغبيش الحقائق، وتتعمد التلاعب بالرأي العام .

وأشار التجمع إلى أن التوضيح محاولة بائسة “وهو يؤكد ما تم من إغلاق في صيدليات الشهداء والسلاح الطبي ويعزز ما سيتم في صيدليات بحري والكلاكلة”.

وأشار إلى محاولة ممنهجة لإغلاق صيدليات الامدادات الطبية قد أصبح واقعاً، وقال التجمع إن الصيدليات التي قالت الامدادات انها ستنقل فيها الخدمة (محمد الأمين حامد، البقعة، التركي، أورتشي، التمييز، ومستشفى بحرى) هي أصلا صيدليات عاملة وموجودة سلفاً وتتبع لجهات أخرى، ولا علاقة لها بالامدادات، ما يعنى عملياً إن الامدادات تغلق منافذها.

وأوضح أن طبيعة الخدمات المقدمة في تلك الصيدليات ومقارنة أداءها بما كانت تقدمه صيدليات الامدادات الطبية والعدد المهول الذي سيضاف إلى الرواد الأصليين لتلكم الصيدليات وتساءل هل تستطيع صيدلية البقعة ومحمد الأمين حامد أن تقدم الخدمة لرواد صيدلية الشهداء والسلاح الطبي، وهي أعلى صيدليات الامدادات الطبية من حيث ترتيب التردد، وأشار إلى أن صيدليات الامدادات ظلت تقدم الخدمة على مدار 24 ساعة بواقع ثلاث ورديات عمل، وهو مالا تقدمة الصيدليات الأخرى.

واعتبر أن ما تم هو مخالف لقانون الصندوق القومي للامدادات الطبية للعام 2015 حيث جاء مخالفا لنص المادتين (د) و(ه) من الفصل الثاني- أغراض الصندوق- المختصتين بتتعزيز الإتاحة الدوائية والمساعدة في نشر الخدمات العلاجية.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *