صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

البيئة ليست كما نتصورها

شارك هذه الصفحة

رحاب أحمد حميدة*

من الخطأ اختزال البيئة في التصورات البسيطة السائدة، فهي ليست مجموعة الأوساخ التي يتم رميها خارج المنازل، وليست العربات المحملة بأطنان النفايات؛ فهذه جزء من كل، إنها نقطة من البحر الذي تقدمه لنا العلوم البيئية.

حركة الحياة المتسارعة في كل شيء تجعلنا بحاجة إلى فهم وإدراك البيئة كي نتغير إلى واقع أفضل، ونعي بمتطلبات بيئتنا.

أرجو أن تكون هذه سانحة لنتعرف على البيئة من أوجه ومناظير مختلفة، الديني منها، والعلمي، والاقتصادي والتنموي، والاجتماعي والسايكولوجي، وكذلك المنظور الثقافي، الطبي، والصحة والسلامة، والمنظور الهندسي بكل مشتقاته، وكذلك نتعرف سويا على علماء ومختصين، نتحاور معهم ونكتسب ونتعلم من خبراتهم وتجاربهم.

في البدء، تعد البيئة هي كل ما يحيط بالإنسان والحيوان والنبات من كائنات حية وغير حية، ويحصل الإنسان على مقومات حياته من البيئة المحيطة به بحيث يؤثر فيها ويتأثر بها، كما أن العوامل الطبيعية، من ماء وهواء وأرض، تؤثر في البيئة المحيطة بالإنسان، وتأثر في نشأته وتطوره ومختلف مراحل حياته، كما أن هناك عوامل اجتماعية واقتصادية أخرى مؤثرة.

قام العالم الألماني، إرنست هيكل، المتخصص في علم الحياه بتعريف البيئة على أنها العلم الذي يدرس علاقة الكائنات الحية بالوسط الذي تعيش فيه، وترجمت هذه المقولة حديثا إلى اللغة العربية بعبارة “علم البيئة”. أما الدكتور ريكاردوس الهبر، أستاذ العلوم البيولوجية؛ فقد عرف البيئة في كتابه “بيئة الإنسان” بأنها: مجموعة العوامل الطبيعية المحيطة التي تؤثر في جميع الكائنات الحية، وهي وحدة ايكولوجية مترابطة.

أرجو أن يكون هذا تمهيد لأعود لمناقشة البيئة بشكل أعمق.

* أستاذة متخصصة في الدراسات البيئية


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *