اعتبر القيادي في الحرية والتغيير وعضو لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو المجمدة وجدي صالح رفض الحزب الشيوعي الجلوس مع كتلة الحرية والتغيير معركة ثانوية لا تستدعي التشكيك في وطنيته ومناهضته للانقلاب.
وفيما نبه إلى أن الشيوعي له مساهمات في إسقاط نظام البشير، ألمح إلى أن المعركة الأهم هي إسقاط الانقلاب. وشدد على ضرورة عدم الانصراف في معارك جانبية بين القوى الثورية، وقال إن المعركة الأهم هي إنهاء الانقلاب، لافتا إلى أن أي معارك بين مكونات القوى الثورية تمهد الطريق لاختراقها وضربها.
وأكد صالح أن الحرية والتغيير لا يمكن أن تنخرط فيما يسمى بالتسوية التي تشرعن للانقلاب، منبها إلى أن من ينخرط فيها سيجد نفسه معزولا.
أجريت المقابلة قبل أيام من اعتقال وجدي صالح.
صحيح. الإدانة الدولية ومحاصرة الانقلاب عبر المجتمع الدولي لاتكفي، لأن مواجهة الانقلاب تأتي عبر الجماهير، والمجتمع الدولي هو عامل مساعد، ولا يمكن التعويل عليه أكثر من الجماهير، لأنك في حال جعلته عاملا مقدما على كل ماسواه، ستواجه بحالة من الابتزاز والتدخل السافر.
وستمارس على السلطة القائمة ضغوطا اقتصادية وسياسية، ولا يخفى على أحد أن الحكومات العسكرية هي من تقدم التنازلات وتخلى عن ثوابتها، مثلما فعل نظام البشير الذي قدم التنازلات لدرجة أن تخلى عن شعاراته وثوابته في سبيل الاستمرار في السلطة، وهذا لا يعني أن نخلق جدارا عازلا بين الحكومة المدنية والمحيط الإقليمي والدولي، بل يجب أن ننظر إلى مصالح كل الأطراف، لكن مصلحة الوطن هي الأهم.
وحدة قوى الثورة هي أقصر الطرق لاستعادة النظام الديمقراطي، ولابد أن يحدث التفاف وتوافق حول مركز تنسيقي موحد يعجل بإسقاط الانقلاب، كما لابد من الاتفاق على هياكل السلطة الانتقالية ومهامها التي تمهد لإقامة انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، مع مراعاة وضع قانون انتخابات تتفق عليه قوى الثورة.
مجريات الأحداث تتطلب اليقظة، لا الدخول في المعارك الثانوية، والتشكيك في قوى الثورة، فالشيوعي أحد القوى الثورية التي ساهمت مع الآخرين في إسقاط تنظيم الإخوان المسلمين الذي جثم على صدر الشعب السودان ٣٠ عاما، والواجب إذن هو عدم التشكيك في القوى السياسية الفاعلة والتي تعمل على إسقاط الانقلاب، وقوى الحرية والتغيير باعتبارها أكبر تحالف سياسي، يجب أن لا تنصرف إلى المعارك الثانوية، لأن المعركة الأهم هي إسقاط الانقلاب، والوصول إلى التحول الديمقراطي الذي يوفر للجميع البيئة المناسبة لأي صراع سياسي سببه التباين.
صحيح، أن هناك تباينا بين القوى الثورية قبل الانقلاب وهو سمة طبيعية بين القوى السياسية، ونعلم أن التباينات ازدادت حدتها بعد الانقلاب، وهو أمر غير مطلوب، لأن من استولى على الملعب الآن مجموعة انقلابية، جثمت على صدر الشعب. وجاءت عبر فوهة البندقية والدبابة، وهذا ما يتطلب منا كقوى ثورية أن نتوحد ضد الانقلاب، وهذا واجب لابد أن يصبح مقدما على كل شيء، ومن خلاله تستطيع القوى الثورية قطع الطريق على الفلول والباحثين عن موطئ قدم في السلطة. ومن يسعى للتسوية سيجد نفسه معزولا عن الحركة الجماهيرية، ولايخفى على أحد أن هناك عناصر تسعى للتسوية بالفعل.
في الواقع، لا أجد مبررا موضوعيا يمنع وحدة قوى الثورة، خاصة وأن الوحدة تقوم على الحد الأدنى، والفترة الانتقالية هي جسر العبور من نظام دكتاتوري إلى نظام ديمقراطي، لذلك على القوى السياسية أن تؤمن بأن الفترة الانتقالية لن تحقق فيها البرامج الحزبية، وعبر القوى الثورية الانقلاب ساقط لامحال.