صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

“الإيقاد” في الخرطوم.. حكومة الأمر الواقع تبحث عن الشرعية

اجتماعات وزراء خارجية الإيقاد بالخرطوم

اجتماع وزراء خارجية الايفاد بالخرطوم

شارك هذه الصفحة

اختتمت في الخرطوم، الثلاثاء، اجتماعات وزراء خارجية دول (الهيئة الحكومية للتمنية- الايقاد) في دورتها الـ48، وتمحورت أجندة الاجتماعات في مناقشة قضايا الأمن والسلام والاستقرار في الإقليم.

وبرغم أن الهيئة الحكومية للتنمية “IGAD” انطلقت بالأساس من منصة التنمية، فهي منظمة شبه إقليمية تأسست في عام 1996م ومقرها دولة جيبوتي، لتحل محل السلطة الحكومية الدولية للإنماء والتصحر (IGADD) التي أنشئت عام 1986م بهدفه مقاومة الجفاف والتصحر، إلا أنها باتت تتولى قضايا السلام والأمن والاستقرار.

ويرأس السودان الدورة الحالية للمنظومة التي تضم كلا من جيبوتي، السودان، جنوب السودان، الصومال، كينيا، أوغندا، إثيوبيا، إريتريا، وهي دول غارقة في أزماتها السياسية، فضلا عن التنموية.

وشارك في اجتماعات الخرطوم كل من وزير خارجية كينيا الفريد ماتو، ووزير الخارجية والتعاون الصومالي أبشر عمر جامع، ودبك مكنن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير خارجية إثيوبيا، ومحمود يوسف وزير خارجية جيبوتي، بجانب السكرتير التنفيذي للايقاد ووزير خارجية جنوب السودان مييك دينق.

وناقش بجانب قضايا الأمن والسلام والاستقرار بمنطقة الإقليم، خطة أعدها السودان في دورة 2022. كما بحث الوزراء امكانية عودة السودان للاتحاد الافريقي بعد رفع العقوبات، ونادي الاجتماع بدراسة ظاهرة التصحر والتغيير المناخي والأمن الغذائي والسلام المجتمعي.

وقال وزير الخارجية المكلف علي الصادق إن الدورة (48) للإيقاد ستتاول موضوعات تتعلق بتحقيق السلم والأمن في دول الإيقاد ومعالجة مسائل الجفاف والتصحر والتغيرات المناخية إضافة للبحث في النزاعات داخل الدول وما بين الدول من أجل بسط الاستقرار والسلام في منطقة الايقاد.

وزير الخارجية السوداني المكلف

وأوضح الصادق، أن السودان أعد خريطة لتفعيل رئاسة المنظمة ويعمل على إجازتها بالتعاون مع الدول الأعضاء، وتشمل مواجهة مشاكل الزراعة والموارد الطبيعية والبيئية، والاستجابة لتحديات التغيير المناخي وموجة الجفاف وشبح المجاعة في الإقليم وتحقيق الأمن الغذائي، بجانب إعادة توزيع بعض مراكز (الإيقاد) بصورة منصفة بين الدول الأعضاء، وتحقيق التعاون والتكامل الاقتصادي الإقليمي والتنمية الاجتماعية.

وقال وزير الخارجية المكلف على الصادق في مؤتمر صحفي بنهاية الاجتماعات إن السودان قدم خطة للتعامل مع الأحداث التي تطري في دول الإقليم من وقت لآخر، منوها الى ان القضايا التي طرحت في المؤتمر تهم كل دول الإقليم وأهمها تحقيق الأمن ،معرباً عن ارتياح الوزراء لرئاسة السودان وبحثوا امكانية عودته للاتحاد الافريقي.

وتتضمن مبادرة السودان إنشاء تجمع اقتصادي لدول القرن الأفريقي، وتعظيم الفائدة لمبادرتي القرن الأفريقي ومبادرة الصين لتنمية البنية التحتية لدول المنظومة، واتفاقية تفعيل البنى التحتية.

وذكر وزير الخارجية أن الخريطة المقدمة من السودان تتضمن قضايا السلم والأمن والتطوير المؤسسي، واعتماد اللغة العربية، واحدة من اللغات الرسمية في دول المنظومة، إلى جانب الإنجليزية والفرنسية.

وقال علي الصادق نريد إيجاد شركاء غير تقليدين مثل الصين ودول الخليج وروسيا، إلى جانب منبر شركاء (إيقاد) المكون من 28 دولة، معظمها دول غربية، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية. وأضاف “يسعى السودان خلال رئاسته للمجموعة إلى إيجاد شركاء آخرين، ولا نريد أن نعتمد على جهة معينة، ونريد أن نخلق توازنا في علاقتنا الدولية ما بين الشرق والغرب”.

وحصل السودان على رئاسة الإيقاد إبان تولي عبد الله حمدوك منصب رئيس الوزراء في الحكومة الإنتقالية، وذلك، جهود مضنية بذلتها الخرطوم حينذاك، ما عد تعضيدا لموقف السودان المتقدم في الاتحاد الإفريقي، لكن سرعان ما تغير العلاقة مع الأخير عندما نفذ رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان انقلابا عسكريا أطاح الحكومة الانتقالية، ما حدا بالاتحاد الإفريقي لتجميد عضوية السودان، لكن مع ذلك، استمر منفذ الانقلاب عبد الفتاح البرهان رئيسا للدورة الحالية للإيقاد.

مع استمرار الثورة المناهضة لانقلاب 25 أكتوبر وتعدد المبادراة الإقليمية والدولية لحل الأزمة، دخلت الإيقاد على الخط، حيث طرحت في يناير الماضي، مبادرة لتسهيل الحوار بين الأطراف السودانية لإيجاد حل، ومتزامنا مع تلك المبادر، أعلن رئيس البعثة الأممية المتكاملة لدعم الانتقال بالسودان “يونيتامس” فولكر بيرتس، عن إطلاق عملية سياسية بين الأطراف، فيما تقدم الاتحاد الافريقي برؤية للخروج من الأزمة، لتتمخض تلك المحاولات عن الآلية الثلاثية التي تضم “يونتاميس”، والاتحاد الإفريقي والإيقاد، التي تتولي حاليا مهمة تيسيير الحوار بين الأطراف السودانية وصولا إلى تسوية سياسية.


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *