صحيفة الحداثة

وعي جديد لبناء حداثة وليدة الثقافة

الميثاق الموحد.. خفوت الصوت أم حبس الحراك: أحزاب (ق ح ت)

الإعلان عن الميثاق الثوري في الخرطوم

شارك هذه الصفحة

استمعت، ضمن آلاف، لتسجيل صوتي عبر (شبكة عاين) لـ د. محمد جلال هاشم، تناول فيها بالتفصيل التعطيل الذي جرجرت به (لجنة توحيد المواثيق) الوصول إلى ميثاق موحد، والذي لازال مجرد ورقة كتبت مئات المرات مثلها وبتحليل أفضل منها، وتحولت من ورقة نقاش إلى ورقة للشعب السوداني.

لاحظت، ضمن آخرين كثر، أن الميثاق فشل في تقديم قيادة ينتظرها الشعب السوداني. أجاب المتحدث هاشم بشكل سريع على سؤال القوى المستفيدة من تعطيل الوصول لقيادة من أحزاب قوى الحرية والتغيير في جانب، وأحزاب اليسار الرئيسية، الشيوعي والبعث. المقالتان مبنيان على الإجابة على سؤال واحد: من يعطل ظهور قيادة للجان؟ مبني على معلومات تنشر علنا وأفعال تليها، وبعد ذلك التحليل الذي أراه صائبا.

بشكل عام، يمكن أن نقول إن الأحزاب جميعها لا تريد قيادة موحدة للجان المقاومة. لأحزاب قوى الحرية والتغيير؛ فهذا سيسحب البساط الممتد منذ الاستقلال من تحت أقدامهم، فبرامج هذه الأحزاب، الضعيفة المهلهلة، لا تقنع الشعب. وإذا جاءت الانتخابات نزيهة هناك خطورة عليهم. تعتمد هذه الأحزاب على الدعم الدولي للدولة عبر شروط صندوق النقد، وعلى دعم الإقليم عبر المال السياسي الذي لديه أجندة يجب تنفيذها. حلهم الوحيد هو إبعادهم من المشهد تماما وإنكار وجودهم أصلا.

شارك الشعب السوداني بالغالبية الساحقة في الثورة، ورغم أن الحركة الميدانية قادها الشباب، لكن تم هذا بمباركة وتأييد الأسر التي كانت تعلم أن مصير ابنهم يتحدد عقب كل موكب. لكن بعد الانتصار الجزئي والحديث المركز والمقصود برفع مساهمة الشباب كممثل شرعي للثورة والوحيد. حالة شعور الشرعية والوحدانية وجري القوى الحزبية لمقابلتهم، التي تم إغراق الوسائط بها، جعلت الشباب يعيشون حالة عدم توازن شديدة بين دوره المفترض ودوره المتخيل، خاصة في (الاعتصام.. ومجزرة فض الاعتصام) التي غضت أحزاب قوى الحرية والتغيير البصر عنها، وهذا في أحسن الأحوال إذا لم تكن شريكة فعلية أو علمت بالمجزرة ولم ترفع الاعتصام، كان الباب الذي دخلت منه الأحزاب كمكونات وحرمت اللجان من أن تمثل كمكون. جاء بعدها انتهازيو ما بعد الثورات واستولوا على السلطة بالتحالف مع العسكريين وتركوا اللجان في محطة الثورة المستمرة، فقط لدعم الحكومة وقراراتها المعادية للشعب.

كانت أحزاب البعث والاتحاديين والمؤتمر السوداني تعلم جيدا أن الحزب الشيوعي سيحاول بقوة تمديد نفوذه عن طريق النقابات، لذلك كانت مستعدة بجناحها النقابي الموازي من اللجان المركزية. كانت هذه التكوينات أكثر قدرة على الحركة ولها فاعلية شديدة (تردد أنها رشحت لنوبل). وسنتناول تجمع المهنيين “أ” و تجمع المهنيين “ب” لاحقا.

أثناء السنتين وحتى انقلاب 25 أكتوبر لم تتوقف أحزاب قوى الحرية والتغيير من محاولات اختراق المقاومة بمختلف التكتيكات، منها ماهو سافر بعرض الأموال والتمويل، وهذا كان الأغلب عند قوات الدعم السريع، لكن شارك حزب الأمة مرة على الأقل في بري. ثم جاءت حكومة د. عبد الله حمدوك باستيعاب لجان المقاومة في 100 ألف وظيفة خدمية (إشراف على الأفران والبترول). ولعبت منظمات المجتمع المدني الممولة من كبار المانحين، وبأرقام كبيرة، الدور الرئيسي في محاولة تدجين لجان المقاومة عن طريق الدورات وورش العمل.

خلال هذه الفترة لعبت أحزاب قو الحرية والتغيير نفس أسلوب الحزب الشيوعي؛ فدفعت بممثليها في قيادة التنسيقيات بشكل ديمقراطي مع الكثير من التحركات التحتية. وبدلا من أن يعزز الميثاق وحدة المقاومة، أصبح عامل شقاق (سأتابع تبلور الميثاق تاريخيا لأنفي عنه بشدة إنه صنيعة الشيوعي الذي حاول ذلك عن طريق ميثاق “ودمدني” وميثاق اللجنة الميدانية بشمال كردفان، وكيف تم قصقصة ما طرحه الشيوعي).

لعبت أحزاب قوى الحرية والتغيير نفس تكتيكات الشيوعي وشيطنت الميثاق الموحد وعطلت مسيرته (لا يعني هذا أن رفض الميثاق من تنسيقيات كبرى في العاصمة هي مجرد حملة انتقامية لأحزاب قوى الحرية والتغيير، لأن مدرسة كادر الشارع صقلت هؤلاء الشباب ويجيء رفضهم “للسيطرة” من أحزاب قوى الحرية والتغيير برفض الاتفاق السياسي  الإطاري “والسيطرة” من الشيوعي من واقع تجربتهم الخاصة).

انتهى بما بدأت، ولكن على القارئ أن يراجع تسجيل محمد جلال هاشم؛ لأنه فعلا خطة عمل مرحلية ومفصلية، وتمثل حلا جوهريا يخرجنا من خلافات المواثيق وتعطل تكوين المجلس التشريعي والتقدم لانتزاع السلطة.

نواصل: حول الميثاق الموحد.. خفوت الصوت أم حبس الحراك: الحزب الشيوعي


شارك هذه الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *